- صاحب المنشور: عائشة بن وازن
ملخص النقاش:
في عصرنا الحديث، أصبح التوازن بين متطلبات العمل والاحتياجات الشخصية أمرًا بالغ الأهمية. مع تزايد الضغط الوظيفي والتكنولوجيا المتطورة التي تسمح بالعمل لساعات طويلة وأيام عطلة نادرة، يجد العديد من الأفراد أنفسهم يكافحون للحفاظ على صحتهم العقلية وتقوية علاقاتهم الاجتماعية. هذا المقال يناقش تحديات تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية وكيف يمكن لهذه المعادلة الصعبة التأثير على رفاهيتك العامة.
تأثير العمل الزائد على الصحة النفسية
العمل المستمر لفترات طويلة قد يؤدي إلى مشاكل نفسية عديدة مثل القلق والاكتئاب والإرهاق النفسي. وفقاً لدراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من حالات مرضية تتعلق بالتوتر الناجم عن ضغط العمل.[1] هذه الحالة، والتي تُعرف باسم "الإجهاد المهني"، لها تأثيرات عميقة على الحياة اليومية، مما يتسبب في انخفاض الإنتاجية وضيق العلاقات الأسرية والأصدقاء.
كما أن قضاء وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية يمكن أن يساهم أيضاً في زيادة مستويات التوتر.
أهمية العلاقات الاجتماعية
على الجانب الآخر، تلعب العلاقات الاجتماعية دوراً حاسماً في تعزيز الرفاه الاجتماعي والعاطفي. الاحتكاك المنتظم مع الأحباب يساعد في تقليل الشعور بالعزلة ويحسن الصحة النفسية بشكل كبير. الدراسات تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين حجم الدائرة الاجتماعية للشخص وقدرته على مقاومة الأمراض الجسدية والنفسية.[2] لذلك، يعد الحفاظ على تلك الروابط الإنسانية جزءاً أساسياً من استراتيجيات إدارة التوازن الصحي.
نصائح لتحقيق التوازن بين العمل والحياة
إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها لتقليص فجوة الفردانية وتحسين قدرتك على التعامل مع ضغوط الحياة العملية:
* تحديد الحدود: حدد ساعات عمل واضحة وحدّد توقعات بشأن عدم التدخل خارج نطاق الوقت الرسمي للعمل.
* ممارسة الرياضة بانتظام: تعتبر النشاط البدني فعالاً للغاية في تخفيف التوتر وتعزيز الحالة المزاجية. حتى المشي لمدة 30 دقيقة يومياً يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً.
* الأنشطة الترفيهية: خصّص وقتاً للاستمتاع بعاداتك المحببة - سواء كانت القراءة أو الموسيقى أو هوايات أخرى - لإعادة الشحن والاسترخاء.
* التواصل المفتوح: تحدث بصراحة مع زملائك وعائلتك حول حاجتك لقضاء وقت أكبر بمفردك أو بذهاب للتسوق الأسبوعي أو أي شيء آخر مهم بالنسبة لك ولحياتك الخاصة.
ختاميًا...
إن الوصول لحالة توافق مثالية بين احتياجاتك الشخصية واحتياجات مكان عملك ليست بالأمر السهل بالتأكيد لكن اتباع النهج الذي ذكرناه أعلاه سيجعلها أبسط بكثير ويعزز نوعية حياتك بشكل عام وبالتالي يحقق ذلك مستوى أعلى من رضا الذات والسعادة والثبات العقلي والجسدي أيضًا .
[1] منظمة الصحة العالمية، "الحرمان من النوم ومخاطر صحية عالمية" , https://www.who.int/news/item/29-04-2014-sleep-deprivation-and-its-health-consequences
[2] مجلة علم الاجتماع الأمريكي ، "تأثير شبكات الدعم الاجتماعي" https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/0096384x88