• صاحب المنشور: ريم بن توبة
  
  ملخص النقاش:
  

  في السنوات الأخيرة، برزت التنمية المستدامة كخطة عالمية لضمان تحقيق الازدهار الاقتصادي مع حماية البيئة والعدالة الاجتماعية للأجيال القادمة. وفي حين تبنت العديد من الدول حول العالم هذه الرؤية، إلا أنها واجهت تحديات فريدة عندما يتعلق الأمر بتنفيذها في البلدان العربية. سنركز هنا على حالتين محددتين هما مصر والمملكة العربية السعودية، وكيف أنهما تتعاملان مع قضايا مثل التحول نحو الطاقة المتجددة، إدارة الأراضي والعمران، والتفاوت الاجتماعي.

مصر، باعتبارها واحدة من أكبر الدول في شمال أفريقيا وبإمكاناتها الزراعية الكبيرة، تواجه ضغوطًا متزايدة بسبب التصحر وتغير المناخ. استراتيجيتها الوطنية للتنمية المستدامة تتضمن خططاً لتوسيع استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المناطق الصحراوية وتحسين نظام الصرف الصحي. ولكن التنفيذ يواجه بعض العوائق الفنية والمالية. كما أن هناك أيضاً تحديات كبيرة متعلقة بالتوزيع العادل للموارد بين مختلف الطبقات الاجتماعية.

التحول الطاقوي

على سبيل المثال، مشروع بنبان للطاقة الشمسية والذي يُعتبر أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في العالم، يسعى لتحويل جزء كبير من احتياجات البلاد من الكهرباء من الوقود الأحفوري إلى طاقة نظيفة. لكن هذا المشروع - رغم أهميته - قد يؤدي أيضا إلى تركيز الاستثمارات في مناطق معينة بينما تُهمل الآخرين.

الإدارة الحضرية والصرف الصحي

وفي مجال الإدارة الحضرية والصرف الصحي، تعمل الحكومة المصرية على توسيع البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي لتوفير الخدمات الأساسية لأكبر عدد ممكن من السكان. ومع ذلك، فإن هذا الجهد يعوقه نقص التمويل والاستمرار في نمو المدن بسرعة غير مسبوقة مما يخلق بيئات حضرية مكتظة وصعبة لإدارتها.

السعودية وخطط التقشف

أما بالنسبة للسعودية، فقد اعتمد برنامج رؤية 2030 الذي يهدف لتحقيق مجموعة واسعة ومتنوعة من الأهداف التنموية ضمن إطار التنمية المستدامة. يشمل البرنامج تغييرًا جذريًا في اقتصاد المملكة بعيداً عن الاعتماد الكبير على النفط باتجاه السياحة والاستثمار المحلي والإصلاحات المالية. وهذا يتطلب الكثير من الانفاق الحكومي خلال الفترة الانتقالية وهو أمر مقترنة بالتقشف المالي الذي بدأ بالفعل منذ عام 2016.

تحلية المياه واستخدام المياه المالحة

بالإضافة لذلك، تشكل قضية المياه قضية رئيسية للسعوديين حيث تعتمد كثيرًا على تحلية مياه البحر للحصول على المياه العذبة. وعلى الرغم من كونها تقنية فعالة خاصة في منطقة شبه الجزيرة العربية الخالية نسبيًا من الأنهار والبحيرات الداخلية، إلا أنها يمكن أن تكون مكلفة للغاية وقد تساهم أيضًا في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.

التمييز بين الجنسين والقضايا الاجتماعية الأخرى

من الناحية الاجتماعية، تعد هاتان الدولتان مثاليتين للدول التي تعاني من عدم المساواة بين الجنسين وعدم الوصول الكافي للخدمات التعليمية والصحية لكثيرٍ من المواطنين الفقراء والأقل حظوظًا اجتماعيًا واقتصاديًا. وهنا يبرز دور