بين الواجب والنصح: توجيهات شرعية للتحدي اليومي للممارسات المختلطة

في ظل الواقع المعاصر حيث يشهد المجتمع العالمي انتشارا واسعا للاختلاط، بما في ذلك أماكن التعلم والعمل الرسمية، قد تواجه العديد من الدول الإسلامية تحديا

في ظل الواقع المعاصر حيث يشهد المجتمع العالمي انتشارا واسعا للاختلاط، بما في ذلك أماكن التعلم والعمل الرسمية، قد تواجه العديد من الدول الإسلامية تحديات كبيرة. وفي بلدك العزيز، يبدو أن فرص الحصول على عمل أو فرصة دراسية مناسبة قد تكون نادرة بسبب سيطرة الأفكار العلمانية والصوفية. هنا يأتي دور فهم صحيح لهذه القضية استنادا للأحكام الشرعية.

يعترف الفقهاء بأن "الأصل هو التحريم"، أي أنه بشكل عام، يعد الاختلاط بين الجنسين أمر غير مستحب ومقدس لأنه يعرض للإغراءات المحتملة. ومع ذلك، عندما تصبح الظروف قاسية - كعدم توفر خيارات أخرى لحفظ الدين والحفاظ عليه - يمكن تخفيف بعض الأحكام بناء على قاعدة فقهية مهمة: "ما يحرم لسده الذرائع يبقى مباحا خلال حالات الضرورة". بعبارة أخرى، عندما تحتاج إليها بشدة لتوفير مصالح أساسية لك ولمجتمعك، قد يتم تمكينك من القيام بذلك بشرط الالتزام بإرشادات دقيقة.

إذا كنت تبحث حاليا عن وظيفة كمدرس اللغة الإنجليزية وقد وجدت نفسك وسط بيئة مكتظة بخطيبتها، فإن هناك عدة خطوات يمكنك اتباعها لتحافظ على طهر نيتك وقدرتك على تقليد مبادئ ديننا الحنيف:

1. **العمل المستمر**: ابحث دائما عن فرص أقل اختلاطا قبل قبول المنصب الحالي.

2. **الإخلاص والالتزام**: أثناء العمل ضمن البيئة المختلطة، حافظ دوما على احترام تعاليم الإسلام فيما يتعلق بخصوصية المرأة وغض البصر. الحد من المحادثات غير الضرورية وحاول تجنب الانزعاج الذي قد يؤدي إلى الوقوع في الخطيئة.

3. **الصحوة الذهنية**: كن يقظا بشأن تأثيرات تلك البيئة على روحك واتجاه تفكيرك نحو الجانب السلبي. اذا شعرت بان لديك ميولا للاسترسال فيما يغضب الرب، فقد يكون الوقت مناسب جداً لإعادة النظر في موقفك ومن ثم البحث مرة أخرى عن موقع عمل آخر أكثر تطابقا للقواعد الأخلاقية والدينية.

تذكر دوماً ان هدفك الأعظم يكمن في تحقيق رضا رب العالمين بينما تساهم أيضا بطريقة فعالة وبناءة ضمن مجتمعك الأصيل. سواء كانت مسؤولياتك الأكاديمية أو الوظيفية تتضمن مستوى ما من الاختلاط، فلن ترضى عيناك أبدا بغير طريق الحق والخير والخزي لمن ترك سبيل رضوان الرحمن وعافاه تقديرا لرغبته لنفسه ولشعبه نحو حياة أفضل وفق الضوابط الدينية السامية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات