تعتبر دراسة تكوين وتطور كوكبنا من المجالات العلمية الحساسة والمعقدة التي تتطلب فهماً شاملاً للعمليات الجيوفيزيائية المختلفة عبر الزمن الجيولوجي الطويل. يمكن تقسيم تاريخ كوكب الأرض بشكل عام إلى عدة مراحل رئيسية: البروتيروزويك (4,5 مليار سنة - 2,5 مليار سنة)، والبريكامبري (2,5 مليار سنة - 541 مليون سنة)، والباليوزويك (541 مليون سنة - 252 مليون سنة). خلال هذه الفترات، شهد سطح الأرض تحولات هيكلية كبيرة نتيجة لأحداث مثل اصطدامات النيزك الأولى، وظهور القارات والمحيطات، والتغيرات المناخية الدراماتيكية.
البروتيروزويك، الذي يمثل فترة ما قبل الحياة بحسب التعريف الحالي للأرض الأحفورية، كان وقتاً حاسماً حيث بدأ النشاط البركاني المكثف بتشكيل قشرة الكوكب الرقيقة نسبياً. وقد أدى هذا النشاط إلى إنتاج كميات هائلة من الغازات الذائبة في البحر مما ساهم لاحقاً في تغير طبقة الرياح العليا وبالتالي بدء دوران المحور الأرضي نحو المستوى المستقر الذي نشهده الآن. كما عرف عصر البروتيروزويك بحدوث أولى الاغلاقات للقارة الفائقة "رونيكا".
في مرحلة البريكامبري، والتي تعتبر بداية ظهور أشكال حياة بسيطة جداً، حدث تغيراً ملحوظاً آخر وهو زيادة التنوع الحيوي تحت مياه المحيطات الصافية حينها. يُشار إليها عادة باسم "الانفجار الكمبري"، وهي فترة زمنية قصيرة نسبيًّا لكنها كانت ذات تأثير كبير إذ شهدت ظهور أغلب phyla الرئيسة للحياة الحديثة. بالإضافة لذلك، ظهرت الظاهرة المسماة "أكسدة الأرض" عندما انتشر الأكسجين الحر بسبب النشاط النباتي الأخضر الجديد.
أما الفترة الثالثة والأخيرة فهي باليوzoic (أو بالعصر القديم) والذي يشمل ثلاث حقبات فرعية؛ الترياسي والجوراسي والكريتاسي. خلال الثلاثينات المبكرة، انضمت جميع اليابسة الموجودة آنذاك مجمعة ضمن واحدة منها تسمى Pangea قبل أن تبدأ بالتجزئة مرة أخرى لتكون اليوم's القارات الرئيسية المتواجدة حاليًا. وفي نفس الوقت تقريبًا، استمر تسلسل انبعاث غاز CO2 وخفض مستوياته شيئًا فشيئًا حتى يومنا هذا مما أسفر عن اختفاء معظم الديناصورات مع نهاية الحقبة الكريتاسية.
هذه العملية المعقدة لفهم وتحليل تكوين الأرض ليست مهمّة صعبة فقط ولكنه أمر ضروري أيضا لإعطاء نظرة عميقة حول كيفية تطورت حياتنا ومجتمعاتنا البيئية ولماذا نحتاج لحماية بيئتِنا والحفاظ عليها بشكل فعال ضد أي تدخل بشري قد يعيق سيرورة الطبيعة الطبيعية غير المقيدة."