مع ارتفاع درجات حرارة الأرض بشكل سريع نتيجة للتغير المناخي، بدأت تأثيرات هذه الظاهرة تتضح بوضوح في مختلف أنحاء العالم. إحدى المناطق الأكثر حساسية لتأثير التغير المناخي هي المحيطات، التي تشكل ما يقارب 71% من سطح كوكبنا. يهدف هذا المقال إلى استكشاف الدراسات الحديثة حول كيف يؤثر تغير المناخ على النظام البيئي البحري وكيف يمكن لهذه التأثيرات أن تؤدي إلى عواقب عالمية كبيرة.
أولاً: زيادة درجة حرارة المياه البحرية
إحدى العلامات الواضحة للتغير المناخي في محيطاتنا هي الزيادة في متوسط درجة الحرارة. خلال القرن الماضي وحده، ارتفعت درجات حرارة مياه المحيطات بمعدل حوالي 0.13 درجة مئوية لكل عقد وفقًا للمجلس الوطني للأبحاث العلمية (NRC). هذه الزيادة قد تبدو صغيرة ولكن آثارها بعيدة المدى ومزعجة.
يمكن أن يكون للحرارة الأعلى تأثيرا مباشرا على الحياة البحرية. العديد من الأنواع تعتمد توقيت تكاثرها ونموها على الإشارات الموسمية المرتبطة بدرجات الحرارة المعتدلة. عندما تتحرك فترات معينة خارج نطاق دورة حياتها الطبيعية بسبب تغيرات الطقس غير المتوقعة، فذلك قد يعيق قدرتها على البقاء والصمود. بالإضافة لذلك، بعض أنواع اللافقاريات مثل الرخويات والأخطبوط قد تصاب بالاحتقان الحراري عند تعرضها لحرارة أعلى لفترة طويلة مما يؤدي لموتها.
ثانيا: تعظيم الحموضة oceansic (Oceans Acidification)
عندما تمتص المحيطات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث بسبب نشاط الإنسان، فإن ذلك يزيد حمضية الماء. حتى الآن، زادت مستويات الأحماض في المحيط بنسبة 26% منذ بداية الثورة الصناعية بحسب التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة عام ٢٠١9. وهذا الأمر له تداعيات خطيرة خاصة بالنسبة للكائنات ذوات القشرة كالرخويات والقواقع لأن تلك المواد تستطيع الذوبان داخل البيئة ذات المستوى الحمضي العالي وبالتالي لن تتمكن من بناء هياكل قذائف صلبة لها ولأجيالها القادمة أيضًا.
هذه مجرد مجموعة مختارة من الآثار المحتملة لتغير المناخ على النظم البيئية بالمحيط؛ ومع الاستمرار في إطلاق كميات أكبر بكثير COx COx ، سيستمر التأثير السلبي فيه ويضع الكثير منها تحت الضغط الشديد. إن فهم كيفية عمل كل شيء ضمن النظام البيئي العالمي أمر ضروري لتحقيق استراتيجيات فعالة لإدارة وتخفيف هذه المخاطر العالمية الهائلة الناجمة عن تغير المناخ.