وفقاً للشريعة الإسلامية، يُعتبر إلقاء السلام على الشخص أثناء قيامه بحاجته أمراً مكروهاً، وهو موقف يسمى بالتيتُم. يشمل هذا الأمر كل أشكال الاستنجاء والإخراج، سواء كان بولاً أو غائطاً. ورد ذكر هذا الموضوع في عدة أحاديث نبوية شريفة.
على سبيل المثال، جاء في الحديث النبوي الشريف عن أبي الجهم الأنصاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم التقى برجل بينما كان قادماً من منطقة بجوار بئر جمَل. إلا أن الرجل عندما سلّم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن قد أكمل استنجازه بعد، فضّل النبي الكريم عدم الرد حتى يقوم بتنظيف نفسه وتطهيره.
كما يؤكد حديث آخر لابن عمر رضوان الله عنهما نفس المعنى؛ حيث مر رجل برسول الله صلى الله عليه وسلم بينما كان يصلي ويبول، فسلم عليه ولكن النبي الكريم لم يرد حتى اكتملت عملية الطهارة لدى الصحابي الجليل.
ومن الجدير ذكره أيضاً قول المهجر بن قنذف الذي زار النبي صلى الله عليه وسلم خلال فترة قيامه باستنجائه فألقى التحية بالنبي الكريم والذي بدوره تجاهلها لحين الانتهاء من طهاره ثم اعتذر لاحقاً قائلاً "إني كرهت أن أذكر اسم الله عز وجل الا علي طهر".
تبنى فقهاء الإسلام اتجاهاً مشابها فيما يتعلق بهذا الأمر. فعلى الرغم من عدم وجود اتفاق كامل بين جميع المدارس الفقهية حول مدى كراهية الرد على سلام شخص ما بينما يتمتع بالحالة الطبيعية للإنسان, فقد توحد العلماء المسلمون عموما حول اعتبار الوضع الحالي للمستنجي غير مناسب لإجراء أي نوع من المحادثات بما فيها تبادل السلام التقليدى. وهذا ينطبق بشكل خاص للحالات التي تحدث ضمن المساحات الخاصة مثل تلك الموجودة داخل حمام عام. ومع ذلك, يمكن للمسلمين الذين هم خارج هذه المناطق المعدة للاستجمار إجراء تبادل صحيح مع الآخرين بشرط الحرص دائما علي القيام بذلك بطريقة هادئة واحترامة خصوصيات الجميع قدر المستطاع. وفي حالة دخوله لأحدى غرف الحمّام العام, يجب تجنب محاولة الاتصال الاجتماعي -حتى وإن كانت مجرد تحية عامة- قبل تأكد أولوية اكتماله لنظافته الشخصية اولا وقبل اي شيء آخر حسب تعليماته بالسنة المطهرة .