- صاحب المنشور: ألاء الحساني
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم, أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير ومؤثر في حياة الشباب العرب. هذه المنصات التي توفر فرصاً للتواصل والتعلم والمشاركة الاجتماعية، قد تحمل بين طياتها مخاطر غير متوقعة خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين الاستخدام المكثف لهذه الوسائط وبين زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الفئة العمرية الشابة.
التعرض المستمر للمحتوى السلبي عبر الإنترنت كالهجمات الإلكترونية والإساءة اللفظية والتلاعب بالأخبار يمكن أن يتسبب في شعور الشباب بالإحباط والخوف من العالم الخارجي. بالإضافة إلى ذلك، الضغوط المتعلقة بإدارة الصورة الشخصية وتلبية توقعات المجتمع الرقمي قد تؤدي أيضًا إلى مشاعر عدم الكفاءة الذاتية والنقص. هذا السياق الجديد للشبكات الاجتماعية خلق بيئة قد تكون سامة بالنسبة لشريحة مهمة من شبابنا.
من ناحية أخرى، هناك جوانب إيجابية لتواجد الشباب العرب على وسائل الإعلام الاجتماعية. فالإنترنت يوفر لهم الوصول إلى معلومات غنية ومتنوعة مما يعزز التعليم الذاتي ويفتح الأبواب أمام الفرص الجديدة سواء كانت أكاديمية أو مهنية. كما تتيح هذه الشبكات فرصة للتفاعل مع الآخرين الذين لديهم اهتمامات مشابهة وهو أمر يساعد في بناء الشعور بالانتماء والعلاقات الداعمة.
في ضوء التناقضات الموجودة، فإن الأمر يستحق النظر بشكل أكثر عمقا حول كيفية تحقيق توازن صحي في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. ربما يكون التركيز على الجوانب الإيجابية واستخدام الأدوات المناسبة لحماية نفسيتك وعادات نوم جيدة وأوقات فراغ مثمرة أموراً حاسمة للحفاظ على رفاهتك العقلية. بالتأكيد، ينبغي علينا دعم وتعزيز ثقافة صحية اجتماعية رقمية ضمن مجتمعاتنا العربية.