- صاحب المنشور: تغريد الكيلاني
ملخص النقاش:
مع تطور التكنولوجيا الحديثة وتزايد اعتمادها على الذكاء الاصطناعي، أصبح هناك نقاش مستمر حول العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. يعتبر العديد من الخبراء أن التعلم الآلي هو جزء أساسي من تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا ليس صحيحاً بالكامل. بينما يُستخدم التعلم الآلي لتحقيق بعض الأهداف التي يسعى إليها الذكاء الاصطناعي، فإن مجاليهما يتداخلان ولكنهما مختلفان أيضاً في نواحي عديدة.
فهم الاختلافات الأساسية
الذكاء الاصطناعي يشير إلى قدرة الحاسوب أو النظام الإلكتروني على أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء بشري. هذه قد تشمل الرؤية الحاسوبية، المعالجة الطبيعية للغة، واتخاذ القرار الاستراتيجي. الهدف الرئيسي من الذكاء الاصطناعي هو خلق آلات قادرة على تعلم وتكييف نفسها بشكل فعال مع المواقف الجديدة.
من ناحية أخرى، يعد التعلم الآلي فرعاً محدداً من الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم بيانات لتدريب نماذج يمكنها التنبؤ بتسلسلات البيانات المستقبيلة بناءً على الأنماط الموجودة داخل مجموعتها التدريبية. ببساطة، يُعلم الكمبيوتر كيفية القيام بمهمة ما عبر تقديم أمثلة له. بذلك، يتمكن البرنامج من "التعلم" واستخدام هذا التعليم لاتخاذ قرارات جديدة بناءً على المعلومات غير المرئية سابقاً.
حدود التقنية والتطبيق العملي
على الرغم من التشابه الظاهري، إلا أنه يوجد هناك اختلافات جوهرية بين الاثنين فيما يتعلق بـ "الفهم". حيث يركز الذكاء الاصطناعي أكثر نحو الفهم الفعلي للمعلومات - أي القدرة على شرح كيف وصلت إلى نتيجة معينة وكيف يعمل نظام اتخاذ القرار الخاص بك. أما بالنسبة للتعلم الآلي، فهو أقل تركيزًا على الشرح وأكثر اهتمامًا بالإنتاجية؛ أي أنه مهتم بإعطائك أفضل توقعات ممكنة دون الحاجة لنظام واضح تماما لكيفية الوصول لهذه النتيجة.
في الواقع العملي اليوم، غالبية حالات استخدام الذكاء الاصطناعي تعتمد بشكل كبير على التعلم الآلي كجزء رئيسي منها. لكن الأمر لا يقتصر دائماً على مجرد تطبيق خوارزميات التعلم الآلي. فمثلاً، عندما نتحدث عن روبوتات الدردشة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، فهي تستفيد بالفعل من التعلم الآلي للتكيف مع اللغة البشرية والاستجابة لها بطريقة مشابهة لما يحدث عند التواصل البشري البشري. لكن الوظيفة الرئيسية هنا ليست فقط التعرف اللغوي ولكن أيضًا الفهم الجيد للسياق والعواطف وغير ذلك مما يعطي ردود فعل طبيعية وملائمة أكثر للإنسان الآخر.
إذاً، رغم ارتباطهما الوثيق وصحة تسمية واحد منهما بأنه فرع آخر، فإن كلتا المجالاتتين تقدمان مساهماتهما الخاصة تجاه تحقيق هدف مشترك وهو تطوير تكنولوجيات أكثر ذكاءً وقدرة على فهم البيئة المحيطة بها ورد عليها مثل الإنسان نفسه بدرجات متفاوتة من الكفاءة والدقة. إن مستقبل التقدم المشترك لهذا الثنائى يبدو واعداً للغاية بالنظر إلى الإنجازات المتلاحقة حالياً وإمكاناتها الواعدة لاستكمال نقاط ضعف بعضها البعض وتعزيز قدراتها بشكل عام نحو مستوى أعلى بكثير مقارنة بكل جانب لوحده باعتباره مستقلاً ذاتياً بنسبة ١٠٠٪
