في بعض الأحيان، قد تقدم للجنازة لشخص مجهول إسلامه، مما يثير تساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه الحالة وفق الشريعة الإسلامية. فيما يلي شرح تفصيلي للأمر بناءً على الفتوى المقدمة:
وفقاً للشريعة الإسلامية، يُعتبر الشخص مسلماً حتى لو لم يتمكن أحد من التأكد من أدائه لصلاة فريضة بشكل دائم. وذلك لأن الأصل هو حسن الظن بالإنسان، ويظل المسلم ملتزمًا بإسلامه مهما حدث. لذلك، عندما تقام صلاة الجنازة لأحد الأشخاص في مسجد، يستند ذلك إلى افتراض كون المتوفى مسلماً، وهو ما يسمح بصحة الصلاة عليه.
إلا أن الأمر مختلف تماماً إذا تم التحقق من عدم صلاة شخص ما بشكل مطلق، أو وجود أدلة دامغة تشير إلى افتقاره لإحدى أركان الإسلام الرئيسية مثل شهادة "لا إله إلا الله". في هذه الحالة، تنطبق الآيات القرآنية التالية: "ولا تصلي على أحد منهم مات أبداً ولا تقعد على قبره إنه كانوا كفاراً بالله ورسوله وماتوا وهم فسق" [التوبة: 84] و"ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون." [الفتح: 27-28]. وهذه الأدلة واضحة في حظر الصلاة على من ترك إحدى ركائز الدين الأساسية ولم يؤد فروضه.
وفي حالة الشك وعدم اليقين بشأن إيمان المتوفى، يمكن اتباع طريقة محددة أثناء الصلاة عليه. حيث يقوم المصلي بتقديم طلب عام للمغفرة والرحمة المشروط بالإيمان، قائلاً مثلاً: "اللهم إن كان مؤمناً فاجعله من المؤمنين وأدخله الجنة..". وهذا إجراء يحمي الفرد من مسؤولية الدعاء لمن ليس لديه حق فيه بالفعل بينما يبقى ضمن حدود الأحكام الدينية.
ويستشهد الفقهاء بحالات تطبيقية توضح ذلك بما فيها قصة ثلاثة رجال اختبروهم الله لتحديد مصائرهم -أبرص وأقرع وأعمى-. كما يوجد دعم لهذا النهج أيضا عبر الحديث النبوي حول الاستخارة ودعوات أخرى مشابهة تتضمن شرطاً قبيل طلب الرزق أو المغفرة وغيرها. وحتى الإمام ابن تيمية نفسه ذكر رؤيته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي أكد له أهمية استخدام الشروط في مثل تلك المواقف الحرجة.
لذلك، وفي حال تقديم جثمان مجهولي الهوية دينياً، يجب القيام بالصلاة عليهم نظرا للأصل العام للحسن الظن والإيمان بهم كمسلمين إلا في حال ثبوت خلاف ذلك بعبارات قطعية قطعية. ومع ذلك، عند الدعاء لهم، يُفضل الالتزام بالتأكيد على شرط الإيمان قبل مطالبة العفو والمغفرة مثال "اللهم إن كان مؤمناً فاجعله من المؤمنين واجعل جواره جنات النعيم...". ومن الجدير ذكره أنه بمجرد اكتساب العلم الأكيد بعدم صلاحية الشخص للدفن حسب تعليمات الشريعة الإسلامية، فإن منع الصلاة عنه وصرف ظهر المرء عن حضور الجنازة يعد أمرًا صحيحًا ومتوافقًا مع الوحي الإلهي المنصوص عليه سابق الذكر.
هذه هي توصيات علماء الدين المعتمدة والتي تسترشد برؤية الشارع الكريم كمصدر رئيسي للتوصل لهذه القواعد العملية العملية المنتظمة للتطبيق العملي اليومي لدى المسلمين عموما.