- صاحب المنشور: طه المزابي
ملخص النقاش:
تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديًا خطيرًا ومزمنًا تتمثل في ندرة مواردها المائية. مع تزايد عدد السكان والعوامل الجوية المتغيرة مثل التصحر وتغير المناخ، أصبح الحصول على مياه نظيفة وكافية أمرًا بالغ الأهمية ولكن غير مضمون للكثيرين في المنطقة. هذا الوضع يطرح مجموعة من القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية الحرجة التي تتطلب حلولاً مستدامة ومتكاملة.
في السنوات الأخيرة، أدى الاستخدام المكثف للمياه لأغراض الزراعة والصناعة إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية الشحيحة بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الظروف الجغرافية دوراً حاسماً؛ حيث تعتبر معظم الدول العربية دولًا صحراوية أو شبه صحراوية ذات هطول أمطار ضئيل وغير منتظم. وهذا يعني الاعتماد الكبير على الآبار الجوفية والمياه العذبة المستوردة والتي غالبا ما تكون مصدرا للإجهاد بين الدول المشتركة لنفس المجاري المائية الدولية.
الحل الأمثل لهذه الأزمة يتطلب نهجا شاملا يشمل عدة جوانب رئيسية:
- التشجير وإعادة التشجير: يمكن للحفاظ على الغابات وتحسين جودة التربة المساعدة في تقليل فقدان المياه عبر التبخر وتعزيز قدرة الأرض على الاحتفاظ بمزيد منها. كما تساهم الأشجار أيضًا بتوفير بيئة أكثر استقرارا ضد آثار التغيرات المناخية الحادة.
- تحسين كفاءة استخدام المياه: تعد هذه الطريقة فعالة للغاية لأنها تعمل مباشرة على خفض الطلب العام على المياه بدون اللجوء للتكنولوجيا الحديثة باهظة الثمن. ويمكن تحقيق نجاح كبير هنا سواء داخل المنزل باستخدام معدات موفرة للماء أو خارج السياقات الصغيرة كمزارع ومراكز تحلية كبيرة.
- تقنيات التحلية والتجميع الرطب: تشكل هذه التقنية إحدى أكثر الحلول شيوعا خاصة عند توافر الطاقة الشمسية بكثافة كالذي يحدث حاليا بطرق عديدة حول العالم العربي مما يخفض تكلفة عمليتها الكبيرة نسبياً مقارنة بأشكال أخرى لتكرير الماء . لكن رغم فوائدها الواضحة ، تبقى هناك اعتراضات محيطة بها كون تأثير إنتاجيتها الضخم قد يؤدي لزيادات ملحوظة في انبعاث ثانى أكسيد الكربون المنبعثة أثناء عملية انتاج الكهرباء اللازمة لها وهو الأمر الذي يدعم ضرورة البحث عن البدائل الأخرى أيضا .
4.التعاون الدولي وبناء القدرات المحلية: إن تعزيز العمل المشترك فيما بين البلدان المتشاركة لبساتين مشتركة أمر حيوي لحماية حقوق الجميع واستثمار الامكانيات كافة حتى يستطيع جميع الأعضاء مشاركة المصدر نفسه ضمن نظام عادل وعقلاني ويضمن عدم تدني أي مستوى حياة بسبب نقص العنصر الأساسي البقاء والبقاء صامدا طويلاً بلا اختناقٍ مهما كان نوع الإختناق فهو مؤلم لمن يعانيه بغض النظر عنه.
وفي الختام، فإن التعامل الناجع للأزمات الهيدروبوليتيكية اليوم بحاجة لاتباع طرق متعددة متوازنة تضمد بجوانب مختلفة تستثمر كل فرصة تحقق هدفنا النهائي وهو الوصول لمجتمع مزدهر حررته سيطرة المواد الخام وقادر علي العيش بسعادة سلام داخليا وخارجيا بعيدا زمن الخطر المعلق فوق رؤوس سكانه نتيجة عقبات طبيعة قاهرة بل بإرادتنا وفطناتتنا نتخطى الحدود الجغرافية والخلافات السياسية نحو واقع أفضل وأكثر سعادة وأمانآٌٌٌٌٌٌٌ