ثبت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سَمَّى بعض سور القرآن الكريم، مثل الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف. ومع ذلك، اختلف العلماء حول ما إذا كانت جميع أسماء سور القرآن الكريم ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أم أن بعضها ثبت اجتهاداً عن الصحابة رضي الله عنهم.
ذهب أكثر العلماء إلى أن أسماء سور القرآن كلها توقيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "لِسوَر القرآن أسماءٌ سمّاها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم" (جامع البيان، 1/100). كما أكد الزركشي رحمه الله على أن أسماء السور توقيفية، وقال السيوطي رحمه الله: "وقد ثبتت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار" (الإتقان، 1/148).
ومن جهة أخرى، ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن بعض أسماء سور القرآن الكريم كان بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم لها، وبعضها كان باجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم. جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/16): "لا نعلم نصا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على تسمية السور جميعها، ولكن ورد في بعض الأحاديث الصحيحة تسمية بعضها من النبي صلى الله عليه وسلم، كالبقرة، وآل عمران، أما بقية السور فالأظهر أن تسميتها وقعت من الصحابة رضي الله عنهم".
وفي النهاية، فإن معظم العلماء يميلون إلى القول بأن أسماء سور القرآن الكريم كلها توقيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم، مما يعني أنها ثابتة عن الشارع. والله أعلم.