- صاحب المنشور: هشام بن ساسي

ملخص النقاش:
في عالم اليوم الرقمي المتواصل، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب العرب. هذه المنصات توفر فرصاً للتفاعل والتعبير عن الذات، لكنها قد تحمل أيضاً تحديات نفسية كبيرة. هذا المقال سيستكشف التأثير المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية لدى الشباب العربي، مع التركيز بشكل خاص على الاختلافات بين الذكور والإناث. ## **الدراسات والبحوث** تشير العديد من الدراسات إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر سلباً على الحالة النفسية للناس. بالنسبة للشباب العرب تحديداً، هناك عدة عوامل تجعل هذه العلاقة أكثر تعقيداً. الأول هو ارتفاع مستويات القلق بشأن التمثيل عبر الإنترنت والرغبة في تحقيق الكمال الذي غالباً ما ينشأ من الانطباعات التي يقدمها الآخرون حول حياتهم. ثانياً، الظروف الاجتماعية والثقافية في المنطقة العربية والتي تشكل توقعات مجتمعية عالية لأدوار الجنسين وتؤدي إلى ضغط نفسي أكبر على كل من الرجال والنساء ولكن بطرق مختلفة. ### **التأثيرات الإيجابية والسلبيّة** من الناحية الإيجابية، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أدوات تواصل قيمة للأجيال الشابة. فهي تمكن الأشخاص من البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة بعيداَ, كما أنها مصدر هام للمعلومات والمعرفة. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الوسائط فرصة فريدة لإطلاق المواهب والمشاركة الفعالة في الحركات الاجتماعية والدعوة للقضايا المختلفة مما يعزز الشعور بالانتماء والقوة الشخصية. ومع ذلك، فإن الجانب السلبي لهذه الأدوات واضح ولا يمكن تجاهله. يشيع الإفراط في الاستخدام وفقدان الخصوصية وأخطار المضايقة الإلكترونية وانتشار الأخبار المفبركة والكراهية والحسد المقنع تحت ستار "العيش المثالي" الذي يبدو عليه بعض المستخدمين عبر الشبكات الاجتماعية. وهذا له عواقب صحية نفسية خطيرة مثل اضطراب القلق العام والإكتئاب واضطرابات النوم وغيرها الكثير. ### **اختلافات بين الجنسين** تظهر البحوث وجود فروقات جنسانية فيما يتعلق بتجارب الشباب عربياً عند التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. فقد كشفت الدراسات أنّ النساء أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية بسبب الضغوط الاجتماعية المرتبطة بالمظهر الخارجي والأدوار التقليدية للجنس الأنثوي داخل المجتمع الخليجي مثلاُ. بينما الرجال ربما يعانون أيضا من مشاكل تتعلق بكيفية تصوراتهم لأنفسهم وقيمتهم بناءا علي الصورة التي يرسموها بأنفسهم أمام الجمهور الرقمى الخاص بهم . #### **حلول ومقترحات** لتخفيف الآثار السلبية لتكنولوجيا الاتصال الحديثة يجب اتباع نهج مدروس ومتكامل يأخذ بالحسبان احتياجات واحتمالات الجميع بغض النظرعن العمر أو النوع الاجتماعي : * *التوعية:* تثقيف الأفراد بأمان واستخدامات مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مسؤولة وآمنة . * *إعادة التصميم :* تطوير خوارزميات تستهدف الحدّ قدر المستطاع من المحتوى غير المرغوب فيه والذي يساهم فى خلق بيئة رقمية اكثر ايجابيّة وصحة ذهنيه افضل لكل فئات المجتمع . * *الدعم النفسي :* تقديم خدمات الاستشارة والنصح المجاني خاصة الشريحة ذات المخاطر الأعلى سواء كان ذكوراً أم اناثاً ممن لديهم تاريخ سابق بممارسة حادة للميديا الرقمية وما نتجاها من حالة ذهنيـِـة متدهورة جراء ذاك الأمر الكبير الآن بعد انفجار عدد مستخدميه حديثًا . هذه مجرد بداية لما يمكن أن تكون عليه محاولة لفهم مدى ارتباط ثورة تكنولوجيـــة القرن الواحد وعشرين بحياة شباب العالم الثالث عامة والخليج خصوصًا ، ويظل المطمح الأكبر للأجيال المقبلة هــو القيام بخطوات عملية نحو واقع أفضل يحافظ ويتكيف ويتطور ضمن فضاء رقمي فعال وانسانى سويا بلا حدود مفروضة مسبقا!