في الإسلام، يُعتبر زواج الرجل والمرأة أحد أهم العلاقات المقدسة التي تُقام بينهما بهدف إنجاب الأطفال وتكوين أسرة سعيدة ومستقرة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالأمراض الوراثية مثل الأنيميا المنجلية، فإن الأمر يصبح معقدًا بعض الشيء.
الأنيميا المنجلية هي حالة وراثية تتسبب بتشوهات في كريات الدم الحمراء، مما يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة للأفراد الذين يعانون منها. هذه الحالة قد تشمل مجموعة من الأعراض المؤلمة والمزعجة، بما في ذلك ضعف عام وفقدان للجهاز المناعي واضطرابات متعددة في مختلف أعضاء الجسم.
بالنظر إلى هذا الوضع الصحي الحساس، يرى الفقهاء أنه من غير المستحب شرعاً أن يتزوج الشخص المصاب بالأنيميا المنجلية ممن لديه نفس الحالة أو حتى أولئك الذين يحملون الجين المتحور لهذا المرض. وذلك لأن احتمالية انتقال المرض لأطفالهم مرتفعة للغاية، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج صحية كارثية لهم وللأسرة ككل.
ومن جهة أخرى، ليس هناك مانع ديني من زواج الأشخاص المصابين بداء الأنيميا المنجلية ممن هم بصحة جيدة وغير مصابين بالمَرض؛ بشرط إبلاغ الطرف الآخر بالحالة الصحية للشريك المحتمل ودراسة المخاطر المرتبطة بذلك بعناية. وفي حال اتخذ الزوجان القرار بالإنجاب رغم مخاطر الأمراض الوراثية، فعليهما تحمل المسؤوليات الكاملة تجاه سلامة أبنائهما وضمان الرعاية اللازمة لحالاتهم الصحية الخاصة.
وفي جميع الحالات، يُعد الصدق والأمانة أمراً أساسياً خلال أي محادثات حول التاريخ الطبي للعائلة والحالة الصحية الشخصية. يجب تجنب الكذب أو التستر بشأن تعرض أي طرف لمشاكل طبية محتملة، إذ يعد هذا جريمة وغشاً دينياً وفقاً للتقاليد الإسلامية.
والخلاصة هنا: بينما يسمح الدين الإسلامي بزواج الأفراد المصابين بداء الأنيميا المنجلية، إلا أنه يشجع بشدة التفاوض والنقاش المفتوح والصريح حول التأثيرات الصحية المحتملة لذلك واتخاذ قرار مستنير بناءً على المعلومات والمعرفة الدقيقة بمختلف جوانب الموضوع.