في سياق الدين الإسلامي، يُعتبر قول "تبت لله والرسول" خاطئاً وفقاً لبعض العلماء، لأن التوبة هي عبادة يجب تقديمها فقط لله وحده. ومع ذلك، فإن الحديث القدسي الذي ذكرته حول عائشة رضي الله عنها يشرح لنا كيفية فهم واستخدام عبارة "تبت" بشكل أدق.
عندما رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم صوراً في ستارة عرضتها عليه زوجته عائشة رضي الله عنها، شعر بالاشمئزاز ولم يدخل المنزل. ثم طلبت عائشة المغفرة قائلة: "أتوب إلى الله وإلى رسوله". هنا، لم تكن تقصد بأنها تتوب إلى شخص آخر غير الله، وإنما كانت تستخدم كلمة "تبت" بنفس المعنى اللغوي للتعبير عن رجوعها عن فعل قد يكون مخالفاً لرغبات النبي صلى الله عليه وسلم. فهذه التوبة ليست ذات طابع شرعي أو عبادي بالمعنى التقليدي لكلمة "التوبة"، بل هي مجرد اعتراف بخطأ أو عدم توافق مع قواعد صاحب الشأن (النبي).
هذه المساحة الفارقة مهمة للغاية لفهم السياق الصحيح لهذا النوع من الاستخدام. فالاستسلام والتوجه نحو الرحمة والإرشاد الذي يأتي من مصدر أعلى هو خاصية أساسية للإسلام، ولكنه ليس بطبيعته منح الخلق سلطة قبول أو رفض هذه التوجهات الروحية الشخصية. إن استخدام مصطلحات مثل "إلى الله" و"إلى رسوله" يعكس تمييز واضح لكل دور له تأثيره الخاص ضمن النظام الأكبر للأخلاقيات الإسلامية والعلاقات الإنسانية المتعددة الأبعاد.
ومن المهم أيضاً التأكيد على أنه رغم كون كلمة "تبت" يمكن استخدامها بهذا الشكل المحترم والمعترف به داخل البيئة الاجتماعية والدينية، إلا أنه عند القيام بعملية توبه عادية أمام الذات الأعلى، يجب دائماً تحديد التركيز الوحيد كله نحو الخالق عزّ وجلّ.