في سياق عملك كموظف يعمل في مؤسسة تدعم الثقافة المسيحية، قد تجد نفسك مضطرا لارتداء ملابس تحمل تقليديا رسوما مسيحية مثل الصليب. هذا الواقع يشكل تحدياً دقيقا ومفصلًا، خاصة بالنسبة للأخوة المسلمون الذين يُمنع شرعا ارتداء أي رمز يدل على عقائد غير الإسلام.
الدليل التاريخي لهذه القضية يأتي من أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نفسه. وفقا لعائشة رضي الله عنها، "النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك شيئا في بيته فيه تصاليب إلا نقضه". وهذا يعني أنه كان يقصد بإزالته كل شكل من أشكال الصور المرتبطة بمذهبة العقيدة المسيحية.
وقد أكدت لجنة دائمة للإفتاء على هذه القاعدة الشرعية. إذا اكتشف المرء وجود الصليب في ملابسه بعد الشراء، فإن الحرمانية تنطبق. ليس فقط يجب عدم أداء الصلاة أثناء استخدام هؤلاء الملابس، ولكن أيضا ينبغي إزالة الصليب منها باستخدام طرق مثل الفرك، الأصباغ أو وسائل أخرى لإزالة الصورة بشكل كامل.
من المهم جداً فهم أهمية احترام إيماننا الخاص. كيف يمكن قبول ارتداء رمز يحمل معنى دين آخر؟ الدين الإسلامي الذي حرم عبادة الأوثان وأوضح خطورة ادعاءات صلب يسوع - كما ورد في الآيات القرانية {وما قتلوه وما صلبوه} [النساء: 157] - بالتأكيد سيحظر دعم أي رمز مرتبط بتلك الادعاءات الكاذبة.
والله سبحانه وتعالى يعد المتقين بخروجهم من المشاكل وتوفير الرزق لهم بطرق لم تكن متوقعة. قال عز وجل: {... ومن يتق الله يجعل له مخرجاً.. ويعطيه من حيث لا يحتسب...}[الطلاق: 2,3]. لذلك، رغم التحديات الواضحة التي تواجهها، الثقة بأن الله سيكون معك وسوف حل مشاكلك هو عامل أساسي لتحقيق الاستقرار النفسي والروحي خلال الظروف الصعبة.