الملل لدى الله: فهم حديث الرسول الكريم وتوضيح المفسرين

في أحد الأحاديث الشريفة، روي عن عائشة رضي الله عنها بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم من العمل ما تطيقونه، فوالله لا يملّ الله حتى تملوا".

في أحد الأحاديث الشريفة، روي عن عائشة رضي الله عنها بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم من العمل ما تطيقونه، فوالله لا يملّ الله حتى تملوا". هذا الحديث الظاهر يمكن اعتباره إثباتاً لصفة "الملل" لله تعالى، ولكن بطريقة تتوافق مع كمال وصفاته.

يشير الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ إلى أن هذه النقطة هي جزء من نصوص الصفات التي تعبر عن جوهر الذات الإلهية بكل احترام وكرامة. وهو يؤكد أنها تشابه نصوص أخرى مثل "الاستهزاء" و"الكيد"، وهي جميعها صفات تنطبق على الرب العظيم بما يتناسب مع مجده وعظمته فقط.

وعندما تمت استشارة لجنة الفتوى الدائمة حول موضوعات مماثلة، أكدت اللجنة أهمية قبول النصوص القرآنية والنبوية كما جاءت، مشددين على الاعتقاد بصحة الصفات المقدمة على نحو يحترم كيان الخالق بدون التشبيه بأفعال البشر. وبالتالي، تكون "صفة الملل" عند الله ليست كتلك الموجودة لدى مخلوقاته، حيث إنها تجسد الكمال المطلق.

قد يكون هناك تفسيرات مختلفة بين العلماء هنا؛ فالبعض يرى أن المعنى الحقيقي لهذه الآية يعكس وعد الله الثابت بالمكافأة مقابل أعمالنا مهما بلغ حجمها، بينما يرى آخرون أن عبارتها لا تستوجب بشكل مباشر وجود هذه الخاصية (الملل) بذاتها. إلا أنه بغض النظر عن التفاصيل الدقيقة، ينبغي لنا دائماً تأكيد عدم تواجد أي خصائص للعجز أو الانتقاص داخل صفاته القدسية.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer