حقيقة حديث لا تمارضوا فتمرضوا وحكم التمارض في العمل

حديث "لا تمارضوا فتمرضوا، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا" لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد نقل ابن أبي حاتم رحمه الله عن أبيه أن هذا الحديث منكر، كم

حديث "لا تمارضوا فتمرضوا، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا" لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد نقل ابن أبي حاتم رحمه الله عن أبيه أن هذا الحديث منكر، كما أكد السخاوي والشيخ الألباني رحمهما الله على عدم صحته.

التمارض في الحياة العملية يعني التظاهر بالمرض مع أن الحقيقة السلامة منه، وهو من الكذب على الناس ومن النفاق العملي الظاهر. ولا يجوز للمسلم أن يتظاهر بأمر مخالف للحقيقة. خاصة إذا كان ذلك بهدف الحصول على ما ليس له حق فيه، مثل الإجازات أو التعويضات في العمل. هذا النوع من التمارض محرم شرعاً، حيث يأكل الشخص ما ليس له حقه سحتاً، نسأل الله السلامة والعافية.

يجب على المسلم أن يحافظ على نعم الله عليه، وأن يشكرها بالاعتراف بها بالقلب والثناء على المنعم سبحانه باللسان واستخدامها في الطاعة. فكفران النعم من أسباب زوالها، كما قال تعالى: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" (النحل: 112).

نسأل الله أن يوفقنا جميعاً للعمل بما يحبه ويرضاه، وأن يعيننا على شكر نعمه.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer