يجوز إخراج مال الزكاة نقدًا فقط، مما يعني دفع الأموال المعدة خصيصًا لهذا الغرض للعاملين عليها. ومع ذلك، يمكن لإمام المسجد أو المسؤول المختص التفاوض مع الأفراد المحتاجين للحصول على إذن خاص لشراء البضائع اللازمة بدلاً من تقديم المال بشكل مباشر.
يشرح الدكتور عبد العزيز بن باز -رحمه الله- الوضع الذي يسمح فيه بتقديم مواد عينية عوضاً عن النقد، موضحًا أنه ممكن عندما يُعتقد أن تقديمه سيكون مضرا للأفراد الذين ستُخصَّم عليهم الزكاة، كما هو الحال بالنسبة للغوغاء أو أولئك المصابين بإعاقات ذهنية تعيق قدرتهم على التعامل مع أموالهم بشكل صحيح. وفي تلك الحالات، يجب أن يتم اختيار البضائع لتلبية الاحتياجات الخاصة لكل فرد وبناءً علي حكم المقيم الرسمي وفق نهج "الأفدح".
على سبيل المثال، إذا قررت إدارة جمعية خيرية أن أفضل استخدام لموارد زكاتها سيكون عبر شراء ملابس جديدة بدلاً من الإيداعات المالية التقليدية نظرًا لحالة الفقر المدقع بين مستجيبيها، فهذه الخطوة تعتبر مسموحة بشرط مراقبتها بعناية والتأكيد أنها تلبي المعيار الرئيسي المرتبط بمبدأ العدالة الاجتماعية الذي تجسدته زكاة الدين الإسلامي.
وفي نهاية المطاف، تصبح مسؤولية المحافظة علی سلامة عمليات الزكاة واستخداماتها العامة عبئًا أخلاقياً وعلميًا ثقيل الوزن علی كل مدير لجنة زكاة ولكل شخص مؤثر داخل المجتمعات المتضررة منها.
