يمكن للمسلمين أداء نافلة الصلاة في "الحِجر"، وهو الجزء الواقع داخل حرم الكعبة المشرفة، وذلك لما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي تشجع على القيام بذلك. ومع ذلك، يجب التنبيه إلى أن هذه الزيادة ليست واجبة شرعا، وإنما هي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء. أما بالنسبة للأعمال المفروضة مثل الصلوات الخمس اليومية وغيرها من فروض الوقت، فإن علماء الدين ينصحون عموما بتأديتها خارج حدود الكعبة نفسها حرصاً على اتباع سنة النبي الكريم وعدم الوقوع فيما لم يقم به هو نفسه. ويتعين أيضا الأخذ بنظر الاعتبار رأي بعض العلماء الذين ذهبوا إلى عدم صلاحية الكعبة للحالات الفرض مهما كان نوعها بسبب تنافي الأمر مع توجيهات القرآن الدالة على ضرورة استقبال القبلة أثناء الصلاة وهي أمرٌ يُستوي فيه الفرائض والنوافل. وفي النهاية، يبقى أفضل مسلك هنا يتمثل في الموازنة بين الآراء المتعددة واتخاذ القرار الذي يحقق توازن سلامتك الروحية والدينية ضمن بيئة محافظة على السنة المحمدية المطهرة قدر المستطاع.
الفقيه أبو محمد
17997 مدونة المشاركات