- صاحب المنشور: عبلة العسيري
ملخص النقاش:
مع التطور المتسارع للتكنولوجيا، خاصة مع بداية حقبة الثورة الصناعية الرابعة، يواجه العالم نقاشاً حيوياً حول تأثير هذه التحولات على سوق العمل. يدفع هذا الدفع الرقمي العديد من العاملين إلى إعادة تقييم مهاراتهم ومستقبلهم المهني. بينما بعض الأدوار قد تصبح أقل حاجة بسبب الأتمتة، فإن أدواراً أخرى جديدة تتشكل وتظهر، مما يتطلب من الأفراد والمجتمع تحديث خبراتهم باستمرار لتوافق مع متطلبات السوق الجديدة.
من ناحية، تشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي والأدوات الآلية يمكنها القيام بمجموعة واسعة من الأعمال التي كانت تُعتبر سابقاً مراكز للوظائف البشرية. هذا يشمل الكتابة والإدارة المالية وتحليل البيانات وغيرها الكثير. هذه التقنيات غالباً ما تكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة مقارنة بالإنسان، مما يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية. ولكن وعلى الجانب الآخر، هناك زيادة كبيرة في الحاجة إلى متخصصين في مجالات مثل تطوير البرمجيات، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، الروبوتات، الذكاء الإصطناعي نفسه وغيرها. هؤلاء العمال الجدد هم الذين سيقودون الطريق نحو المستقبل الأكثر رقمنة.
بالإضافة لذلك، تحتاج الشركات أيضاً لمراجعتها لبنية عملها الداخلية. حيث أصبح العمل عن بعد ومنظمة المصنع المفتوحة نماذج شائعة أكثر فأكثر نتيجة لهذه التغيرات التكنولوجية. بالإضافة إلى ذلك، يصبح التركيز الآن على كيفية التعامل مع "العمل" وليس مجرد وجود وظيفة ثابتة لمدة ثماني ساعات يوميا. وهذا يعني أنه ينبغي للأفراد ليس فقط تعلم مهارات جديدة بل أيضا فهم كيف يستغلون تلك المهارات بطرق فعالة وبناء الفرص المناسبة لهم ضمن بيئة العمل الحديثة.
في النهاية، يبدو واضحا بأن مستقبل العمل سوف يشهد تحولًا كبيرًا خلال العقود القادمة. لكن الأمر ليس محتملاً أو مخيفاً تماما كما قد تبدو عليه الصورة الأولية؛ فبدلا من الخوف من البطالة الناجمة عن الأتمتة والتكنولوجيا المتقدمة، يجب علينا النظر إليها كوعد بالفرصة واستثمار الوقت والجهد في تعليم الذات وتنمية المهارات اللازمة لتحقيق نجاح مستدام في عالم الأعمال الحديث والمعمم بالتكنولوجيا.