- صاحب المنشور: بكري الفاسي
ملخص النقاش:منذ سنوات قليلة مضت، شهد المجتمع السعودي تحولات واسعة فيما يتعلق بمشاركة المرأة في مختلف جوانب الحياة. هذه التحولات تتضمن زيادة كبيرة في فرص التعليم العالي، التوظيف، والمكانة الاقتصادية. دعونا نتعمّق أكثر في هذه الحقائق والتغيرات التي أثرت على النساء اليوم.
في السابق، كانت العديد من الفرص محدودة بالنسبة للنساء بسبب القوانين الاجتماعية والثقافية التقليدية. لكن، مع إطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، بدأ هناك تحول جذري نحو تعزيز دور المرأة وتشجيع مشاركتها الفعالة في كل القطاعات. هذا الرؤية قد أدى إلى إلغاء بعض القيود القديمة وأتاح المزيد من الحرية للمرأة السعودية للعمل والتعليم والسفر بدون وصاية الذكور.
التعليم
تمثل التعليم خطوة رئيسية لتحقيق المساواة بين الجنسين. وفقًا لإحصائيات وزارة التربية والتعليم، بلغ عدد الطالبات الجامعيات السعوديات حوالي مليون طالبة بنسبة تزيد عن الـ 60% من مجموع طلاب الجامعات عام 2019. كما ارتفع معدّل الأمية لدى الإناث بعد سن الـ 15 سنة من 37% عام 1988 إلى أقل من 4% حالياً.
العمل
قبل عام ٢٠١٧، كانت النساء يشكلن نسبة صغيرة نسبياً من القوى العاملة. ولكن منذ ذلك الوقت، استهدفت الحكومة رفع نسبة العمل النسائي لتصل إلى 30٪ بحلول عام ٢٠٣٠ ضمن برنامج "تحفيز توظيف الكوادر الوطنية". نتيجة لهذه الجهود، زاد عدد النساء العاملات بشكل ملحوظ. ومن الجدير بالذكر أنه تم إنشاء وزارات جديدة مثل وزارة التجارة والاستثمار حيث تشغل النساء مواقع قيادية مؤثرة.
الملكية الاقتصادية
إن تزايد التعليم والتدريب المهني مكَّن الكثير من النساء أيضًا للحصول على مستويات أعلى من الملكية الاقتصادية. تشير الدراسات إلى أن الشركات التي تمتلكها نساء غالبًا ما تكون أكثر كفاءة ومستدامة مقارنة بتلك التي يديرها الرجال. وبالتالي، فإن دعم المشاريع التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تقف خلفها سيدات أعمال سعوديات يُعتبر جزءاً أساسياً من الاستراتيجيات الحكومية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني.
على الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق، لا تزال بعض الصعوبات قائمة أمام تحقيق المساواة الكاملة. فبعض الثقافات المحافظة قد تبدو مترددة بشأن تغييرات معينة بينما يواجه البعض الآخر تحديات عملية متعلقة بالتوزيع الجغرافي للأعمال المناسبة أو ساعات العمل المرنة وغيرها من الحوافز اللازمة لجذب أكبر قدر ممكن من النساء لسوق العمل.
مع كل التحديات والصعوبات المحتملة، يبقى الأمر واضحاً بأن الطريق المستقبلي سيكون مليئاً بالأحداث التاريخية وستواصل المرأة السعودية تسجيل نجاحاتها داخل وخارج حدود الوطن.