على رأس السنة ٢٠٢٠م أصبت بأعراض البرد، كعادتي لم أعر أي اهتمام لذلك، بيد أن اجتماع البرد والحمى علي

على رأس السنة ٢٠٢٠م أصبت بأعراض البرد، كعادتي لم أعر أي اهتمام لذلك، بيد أن اجتماع البرد والحمى علي جعلني استسلم لتناول الدواء، وليتني لم أتناوله، فقد

على رأس السنة ٢٠٢٠م أصبت بأعراض البرد، كعادتي لم أعر أي اهتمام لذلك، بيد أن اجتماع البرد والحمى علي جعلني استسلم لتناول الدواء، وليتني لم أتناوله، فقد استيقظت بعد نوم قصير على إعياء شديد، ودقات قلب مضطربة، بت كأنني أدور في اللاوعي، ورغم البرد القارس وجدتني أتصبب عرقا..

تذكرت أنني لم أصلي العشاء، فاتجهت للوضوء، لم أشعر ببرودة الماء رغم أن برودة الجو وصلت إلى الصفر، عدت إلى سريري وأنا لا أعرف طريقا غيره، صليت قاعدا، ثم استسلمت لما يحدث داخل جسمي، دقات القلب كأنها تخبرني بعدم رضاها عني، رأسي يدور كما الرحى، وأفكاري تجاه نفسي تطحنني طحنا...

ظننت أنه قد آن وقت الرحيل، تذكرت غربتي، ورددت على لساني الأذكار والشهادة، دعوت الله ألا يكون هذا آخر العهد بالدنيا، فما زالت طموحاتي قيد التحقيق، ولم أبلغ سماء أحلامي بعد، وبعض أمنياتي لم تنبت لها أجنحة الطيران، تذكرت أشخاصا غضبت عليهم، وآخرون ساهون عني، وأنا وحيد منطو في غرفة..

وقع أقدام تقترب، إنه الخادم البشتوني جاء ليسألني عما إذا كنت أريد شيئا؟ حدقت فيه كالأبله، طلبت منه أن يجلس أمامي، حملقتُ في عينيه، سائلا منه أن ينظر في عينيَّ هل يرى شيئا من الحياة فيهما؟ أذكر أنني ظننته أنه المرآة، كنت أبحث عن حياتي فيها، أو ربما أردت مشاهدة رحيلي عن هذه الدنيا.

أذكر أنه كان يريد إيهامي بأنني بخير، أما أنا فأردتُ أن يشهد لي بأن خاتمتي كانت على خير، وأن رحيلي عن هذه الدنيا كان لطيفا رغم قسوتها علي، طلبت منه أن يحضر كوبا من الشاي، لا أعرف متى ذهب عني، ومتى عاد إليَّ، أجلستهُ أمامي حتى فرغت، سألني تريد شيئا آخر؟ قلت له: شكرا يا (شيري جان).


محمد الكيلاني

11 Blog indlæg

Kommentarer