في سياق حديثنا حول مصنع إنتاج منتجات الألبان، يبدو واضحًا أن التغيير الذي قام به صاحب المصنع لتقليل كميات المنتج من غير قانوني وغير أخلاقي وفق الشريعة الإسلامية. فقد ثبت شرعًا حرمة الغش والتلاعب بميزان التجارة كما جاء في الحديث النبوي: "من غشنا فليس منا".
إذا كنت أحد العاملين بهذا المصنع، فإن مشاركتك في هذا النوع من الغش تعتبر ممنوعة تمامًا. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ لذلك عليك رفض الانخراط في مثل تلك الأعمال المحظورة دينياً.
بالنظر لهذه الوضعية الحرجة، يمكنك البدء بتوجيه النصيحة لصاحب العمل بشأن خطورة فعلته وأثرها السلبي على الجميع. ومع ذلك، إذا أصّر صاحب المصنع واستمرّ في طريق الضلال المالي والأخلاقي، فأنت مطالب بالتوقف فورًا عن أدائك لوظيفة تتضمن أي نوع من دعم او مساعدة لهذا الغش.
في حال كان بإمكانك الاستمرار بدون التعرض للغش بشكل مباشر وبأداء واجباتك الوظيفية دون مخالفة القواعد الدينية والمعايير الأخلاقية، قد يكون هناك مجال للاستمرار بينما تبحث بنفس الوقت عن فرصة عمل جديدة تناسب معتقداتك وقيمك. أما لو كانت مهمتك مرتبطة ارتباط وثيق بالحفاظ على سرية عمليات الغش، فعليك ترك وظيفتك فورا بحثا عن فرص أخرى تضمن فيها حسن سير أعمالك بما يتوافق مع أحكام الدين الإسلامي.
وفي كل الأحوال، ثق بأن توكل الله واتباع تعليماته سيفتح أمامك أبواب رزق رحمة منه وحكمة. يقول عز وجل:"ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، مما يعني أنه عندما تحافظ على التقوى والإلتزام بالأوامر الإلهية، لن يبقى جزائه ودعمه بعيدا عن متناول يديك.
أتمنى أن تكون هذه المعلومات مفيدة وهادئة لكل من يسعى لأن تكون حياته العملية مطابقة لما فرضه الله سبحانه وتعالى.