يستحب للمسلمين الذين يأخذون ويحسنون الوضوء أن يؤدوا صلاتين ركوعتين فور الانتهاء من عملية التنظيف الروحاني هذه. يقول الحديث الشريف الذي رواه الإمامان أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان، "من توضأ غسل فاه وغرف موضع الماء من أسنانه وحمد الله، كتب له حسنة". هذا يشجع المسلمين على الاعتناء بكل جزء من العملية، وهو تعبير عميق عن الامتنان والتقديس لحكمة الخالق.
في حديث آخر، كما ورد عند البخاري ومسلم، قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "من توضأ ونوى فروغه ركعتين فلا يذكر نفسه خلالهن يغفر له ما تقدم من ذنبه". وهذا يعكس أهمية الجمع بين الطهارة الخارجية والداخلية عبر عبادة خالصة القلب.
هذه الرّكعات ليست محصورة بزمن محدد ولكنها تُؤدى بشكل أفضل حال انتهاء الوضوء مباشرة. وهي جائزة حتى ولو كانت ضمن فترة نهى أو أديت بدل فريضة أخرى أو سنّة محبوبة شريطة النية الصافية. وبحسب فتاوى لجنة دائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية، فإن الجمع بين عدة نسك ليس أمراً مستبعداً مادامت المكاسب الروحية مطمورة تحت ستار النوايا الخيرة.
ورغم المرونة في تنظيم الوقت بالنسبة لهذه السنن، فإنه يجب عدم التأجيل لفترة طويلة بعد الغسل حيث قد يفوت ميعادها حسب رأي الفقهاء المتخصصين. ومع ذلك، حين يتم جمعها مع مناسبات أخرى كما هو الحال أثناء صلاة الرباعيات قبيل ظهر اليوم أو قبيل مغربه، فهي مرحب بها بشرط أن تتم بدون أي ذكر ذاتي خلال ادائهما مما يسمح بالتغطية الكاملة لأعمال الذنب القديمة وفق التعاليم الإسلامية.