السريان المسيحيون في الشام هم أول من أطلق لقب "الفاروق" على الخليفة عمر بن الخطاب، ويعني "المنقذ" منحوه اللقب الذي كان يُعرف به السيد المسيح، ورحبوا بجنود عمر، وفي ذلك يقول المؤرخ ميخائيل الكبير: "فإن إله النقمات لما رأى عتو الروم، بعث أبناء إسماعيل كي يحصّل لنا النجاة بواسطتهم".
ذكر الطبري في تاريخه: "إن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر: الفاروق". وفي رواية أخرى أن اليهود أول من أطلق اللقب، يقول: "لما دخل عمر الشام تلقاه رجل من يهود دمشق، فقال: السلام عليك يا فاروق أنت صاحب إيلياء لا والله لا ترجع حتى يفتح اللَّه إيلياء" تاريخ الطبري.
أما لماذا أطلق السريان لقب الفاروق على عمر، فذلك يوضحه المطران اسحق ساكا، يقول: ذاق السريان في سوريا والعراق الأمرين من الروم البيزنطيين لمخالفتهم بالمعتقد المسيحي، فنفوا أساقفتهم وطرحوا مطارنتهم في السجون، واضطهدوا الشعب، فلما جاء العرب بقيادة عمر هلل السريان واستبشروا خيراً".
جاء في قاموس الألفاظ السريانية في المعاجم العربية، للبطريرك مار أغناطيوس:
"الفاروق: كلمة سريانية فوروقو forouqo هي اسم فاعل من فعل fraq فراق، ويعني: فرق، فصل، خلّص ونجى، وبهذا المعنى جاء الفاروق في عرفنا" - أي المخلص يسوع المسيح والمنقد كما في الدين المسيحي-.
انقلبت أحوال السريان في الشام إلى الأحسن بعد الفتح الإسلامي، يقول المطران إسحق ساكا: "كان عهد العرب عهد خير وبركة وسلام، فشرع السريان ينظمون أمورهم الإدارية والروحية ورفعوا راية النهضة العلمية وانصرفوا إلى العمل باطمئنان ذلك أن الإسلام شملهم بالأمان وصان حقوقهم بالعهود والمواثيق"
