- صاحب المنشور: راضية بن منصور
ملخص النقاش:
في ظل جائحة كوفيد-19 عالميًا، اضطرت العديد من الدول إلى التحول إلى التعليم الافتراضي بطريقة مفاجئة وغير مدروسة. هذا الانتقال المفاجئ لم يكن خالياً من التحديات التي أثرت على جودة التعلم وأثقلت كاهل الطلاب والمعلمين على حد سواء. ستتناول هذه المقالة بعض الأزمات الرئيسية المرتبطة بالتعليم الافتراضي وتستكشف الحلول المحتملة لتحسين تجربة تعلم أفضل للجميع.
التحديات الرئيسة:
**1. الوصول غير المتساوي إلى التقنية:**
أحد أكبر المشاكل هو عدم المساواة في الحصول على الأدوات اللازمة للتعليم الإلكتروني. ليس جميع الطلاب لديهم إمكانية الوصول إلى الحواسيب المحمولة أو الإنترنت عالي السرعة. بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في المناطق الريفية أو الفقيرة، قد يكون مجرد امتلاك جهاز كمبيوتر تحديا. وهذا يؤدي إلى فجوة رقمية تعيق العملية التعليمية ويترك عددا كبيرا من الأطفال خارج نطاق النظام الجديد.
**2. التأثير النفسي والاجتماعي:**
يفتقر التعليم عبر الإنترنت إلى البيئة الاجتماعية والدعم العاطفي الذي توفره المدارس التقليدية. فقدان العلاقات الشخصية مع المعلمين والأصدقاء يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية للطلاب، خاصة بالنسبة للمراهقين والشباب. بالإضافة إلى ذلك، غياب التفاعل الشخصي يخلق شعوراً بالعزلة وقد ينقص الدافع لدى الكثير منهم.
**3. نقص المهارات الرقمية لدى المعلمين:**
ربما لم يتم تدريب كل معلم ليتعامل بكفاءة مع المنصات والتطبيقات المستعملة حاليا في التدريس الرقمي. هناك حاجة ماسة لتدريب مستمر وتطوير مهارات جديدة ليستطيع المعلمون تقديم محتوى فعال وإدارته باستخدام أدوات تكنولوجية متخصصة.
**4. مشكلات تتعلق بالحفاظ على التركيز والإنتاجية:**
عند العمل من المنزل، يتعرض الطلاب لعوامل تشتيت مختلفة مثل الضوضاء والصخب داخل الأسرة والمهام الأخرى الواجب القيام بها حول البيت. هذا الأمر يشكل تحدياً فيما يتعلق ببقاء الطالب مركزاً ومُنتِجا خلال الجلسات الدراسية.
الحلول المقترحة:
**1. زيادة فرص الوصول إلى الأدوات:**
يمكن للحكومات وشركات الاتصالات توفير شبكات لاسلكية مجانية أو ذات تكلفة مخفضة في المجتمعات المحرومة. كما يمكن تشجيع الشركات الخاصة والجهات الخيرية على تقديم التبرعات بالأجهزة والبرامج التعليمية المجانية.
**2. تطوير البرامج الاجتماعية لدعم الصحة النفسية:**
يستطيع نظام التعليم إنشاء برامج رعاية نفسية عبر الإنترنت تحت إشراف اختصاصيين ذوي خبرة. ويمكن تنظيم جلسات منتظمة للتواصل بين زملاء الصف وعائلاتهم لمساعدتهم في الشعور بمزيد من التواصل الاجتماعي والدعم.
**3. تأهيل المعلمين وتزويدهم بالتدريب المناسب:**
من الضروري تمكين المعلمين بالمعارف والمهارات الحديثة حتى يستطيعوا الاستفادة المثلى من أدوات التعليم الذكية. ومن هنا أهمية فتح دورات تدريبية دورية لهم لتحديث معرفتهم وبناء قدراتهم الفعالة لاستخدام تقنيات التعليم الجديدة.
**4. وضع خطط إدارة وقت فعّالة:**
تساعد الخطوط الزمنية اليومية المُعدّة بعناية الطلاب على ترتيب وقتهم وجداول دراستهم وفق جدول ثابت يضمن التركيز الإنتاجي طوال فترة التعلم. بالإضافة لذلك، فإن تحديد فترات راحة مناسبة يساعد أيضًا في منع حالة الاحتراق النفسي الناجمة عن ساعات طويلة أمام الشاشة.
الخلاصة:
إن الانتقال نحو التعليم الافتراضي بسبب ظروف قاهرة مثل تلك التي فرضتها كورونا أمر ضروري ولكنه أيضا مليء بالتحديات الهائلة. ومع ذلك، فإن مواجهة هذه العقبات بحكمة واستراتيجية سيؤديان بلا شك إلى تحويلها إلى فرص للنمو والتطور لنظام تعليم أكثر مرونة وكفاءة.