- صاحب المنشور: مي بن عروس
ملخص النقاش:في عصر المعلوماتية المتسارعة، أصبح التحول الرقمي جزءاً أساسياً من جميع جوانب الحياة الحديثة. هذا التحول الذي يضم التطبيقات الإلكترونية والتكنولوجيا الرقمية له تأثير عميق ومتعدد الأوجه على قطاع التعليم العالي. يتضمن ذلك كيفية توصيل المعرفة، تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض والمعلمين، بالإضافة إلى التوقعات المستقبلية للتعليم الجامعي.
مع ظهور المنصات التعليمية عبر الإنترنت مثل MOOCs (Massive Open Online Courses) والدورات القصيرة عبر الانترنت, أصبح بإمكان الطلاب الوصول إلى مواد تعليمية عالية الجودة بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو ظروفهم المالية. هذه الدورات توفر المرونة التي تتجاوز حدود الزمان والمكان التقليدية لتقديم التعلم. ولكنها أيضا أثارت تساؤلات حول جودة التعليم الشخصي والجوانب الاجتماعية المرتبطة بحياة الكلية.
تأثيرات إيجابية
من بين الإيجابيات الواضحة للتحول الرقمي في التعليم العالي هي القدرة على تقديم دورات متخصصة ومبتكرة قد تكون مستهلكة للميزانية أو غير ممكنة بأشكال تقليدية. كما أنه يساعد في توسيع نطاق الجمهور المحتمل للدورة الدراسية، مما يسمح بمشاركة الأفكار والثقافات العالمية. علاوة على ذلك، يمكن للتكنولوجيا المساعدة في جعل العملية التعليمية أكثر فعالية من خلال الاستفادة من أدوات التقييم الذاتي والأدوات المحاكاة وغيرها من الأدوات البرمجية المبتكرة.
تحديات محتملة
ومع ذلك، هناك تحديات كبيرة مرتبطة بهذا الانتقال نحو البيئة الرقمية أيضاً. واحد منها هو الفجوة الرقمية؛ حيث تواجه العديد من المؤسسات الأكاديمية مشكلات فيما يتعلق بتكلفة البنية التحتية اللازمة لدعم نموذج التعلم الجديد. بالإضافة إلى ذلك، يشعر الكثيرون بالقلق بشأن فقدان الشخصية الإنسانية في عملية التدريس عندما تصبح معظم العمليات آلية تمامًا. وهناك أيضًا المخاطر الأمنية المرتبطة باستخدام البيانات الشخصية وحماية حقوق الملكية الفكرية لمصادر التعليم القائمة على الإنترنت.
بشكل عام، يعد التحول الرقمي فرصة هائلة لإعادة تشكيل مستقبل التعليم العالي. فهو يجلب معه فوائد عديدة لكنه يستوجب أيضا حلّاً مدروساً لمجموعة شاملة من المشاكل الحيوية.