"إنّ قدرة الألوان على الخداع البصري كانت برهانا على أنّ الألوان ليست سوى ظواهر خارجية للأشياء لا تمثل جوهرها"
يقدم الكتاب قراءة فريدة عن ظاهرة اللون وتطورها وأثرها على الإدراك عندنا في الوقت المعاصر، وما تعالق معها من قداسة وخيرية ودنَس وشر، الألوان لغة متغيرة خادعة! https://t.co/0ZJLPM25NK
ويذكر أنّ العظيم فان جوخ أشار إلى أن إدراك الألوان يعتمد على المشاهِد ومايشاهده من أشياء؛يقول في رسالته لثيو:"أنا متأكد أنك لو طلبت من كل من ميليه و...أن يرسموا مشهد سقوط الثلج بدون استخدام اللون الأبيض فسيتمكنون من ذلك"، والكتاب يأخذ القارئ إلى فكرة دور الشيطان في تغيير طبيعة=
البشر ومن ثَمّ إدراكهم للون سيختلف وتمييزه بين درجاته سيكون مرة للشر مائل ومرة في حيازة الخيرية ماثل، فالصفرة والزرقة والحمرة والسواد وغيرها متغيرات لونية متحولة وفق الحضور التقديسي لها أو تعالقها مع فكرة الشيطان ولعبته، والسؤال المثار هنا: هل علبة الألوان بيد الشيطان؟=
هل يمكن للمدونة الأدبية أن تحتمل قراءة ظاهراتية مستقلة للون الشيطاني واللون المقدس؟ أتبقى مدركاتنا للون اليوم خاضعة لهذا التأويل؟ مثلا سواد الكعبة المشرفة ليس هو نفسه في إدراكنا سواد قلب المنافق أو الغراب! وبياض الشيب وجفافين الموتى ليس هو بياض النور وأول الصبح! المسألة تستدعي=
أن نقرأ ذواتنا عبر اللون الماثل في شيء، وتشيؤ اللون نقطةٌ تقبل الجدل، وتداول مفهوم لاوجودية اللون وانعداميته خارج (الإدراك) وغير ذلك كثير من مسائل قد يساعد تأمّل الصورة الذهنية للون في ميثلوجيا الإنسان ومدونة الأدب على تحريرها وإقامة فهم للون برؤية قد تضئ وقد تعتم!