يحكي ابن فضلان وهو رحالة عراقي عاش في زمن الدولة العباسية عن بعض العجائب التي رآها في بلاد الصقالبة (روسيا وشرق أوروبا) ويقول : "ورأيت النهار عندهم طويلٌ جدًا، إذ أنّه يطول عندهم مدة من السنة، ويقصر الليل ثم يطول الليل ويقصر النهار "! https://t.co/ZW7GWUmjny
قال : "ورأيت القمر لا يتوسط السماء بل يطلع في أرجائها ساعة ثم يطلع الفجر فيغيب القمر، وحدثني الملك أنّ وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوم يقال لهم "ويسو " ، الليل عندهم أقل من ساعة. (ربما يقصد الإسكيمو في القطب الشمالي).
ورأيتهم يتبركون بعواء الكلاب جدًا ويفرحون به ويقولون : " سنة خصب وبركة وسلامة " ، ورأيت الحيات (الثعابين) عندهم كثيرة حتّى أنّ الغصن من الشجرة لتلتف عليه العشرة منها والأكثر ولا يقتلونها ولا تؤذيهم.
ورأيت لهم شجرًا لا أدري ما هو ، مفرط الطول ، وساقه أجرد من الورق ، ورؤوسه كرؤوس النخل ؛ يجيئون إلى موضع يعرفونه من ساقه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء فتجري إليه من ذلك الثقب ماء أطيب من العسل إن أكثر الإنسان منه أسكره كما يسكر الخمر. (من يعرف هذه الشجرة)؟
وليس لهم مواضع يجمعون فيها طعامهم ولكنهم يحفرون في الأرض آبارًا ويجعلون الطعام فيها ، فليس يمضي عليه إلا أيام يسيرة حتى يتغير ويريح فلا يُنتفع به ، وليس لهم زيت ولا شيرج (زيت السمسم) ولا دهن بتة وإنما يقيمون مقام هذه الأدهان دهن السمك.