- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في العقد الأخير، أصبح استخدام التكنولوجيا والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب حول العالم. هذا التحول الرقمي لم يقتصر فقط على طرق الاتصال والتواصل وإنما أيضا أثّر بكثافةٍ على جوانب عديدة من حياتهم الشخصية والنفسية. من بين هذه الأثر الكبير الذي تركته وسائل التواصل الاجتماعية والتي باتت ضمن الأدوات اليومية للكثيرين خاصة فئة الشباب.
وفقاً لدراسات حديثة، يمكن لهذه المنصات الإلكترونية مثل "فيسبوك"، "إنستغرام"، "تويتر"، وغيرها الكثير أن تؤدي إلى مجموعة معقدة ومتنوعة من الآثار النفسية. بدايةً، قد تشكل مقارنات مستمرة بالحياة المثالية التي تظهر عبر صفحات الآخرين مصدر قلق دائم لدى المستخدم. هذه المقارنة قد تتسبب في شعور العديد بالوحدة والعزلة - رغم كونهم متصلين ومُشاركين بنشاط يومي في الشبكة العالمية الواسعة-. كما يمكن للمحتوى السلبي أو الافتراءات أن تساهم في زيادة مستوى القلق والإكتئاب لدى الشباب.
بالإضافة لذلك، هناك قضيتان رئيسيتان تستحقان النظر فيهما بعناية: الأول هو تأثير الإدمان المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقضي بعض الأفراد ساعات طويلة أمام الشاشات مما يؤثر سلبياً على علاقتهم الحقيقية بالعائلة والأصدقاء وعلى أدائهم الأكاديمي والعلمي أيضاً. ثاني تلك المواضيع الحرجة هي التعرض المتكرر للإساءة عبر الإنترنت سواء كانت ألفاظاً مسيئة مباشرة أو صور غير مناسبة للأعمار الصغيرة. كل ذلك له تداعيات خطيرة محتملة على الصحة الذهنية والجسدية للشباب.
من ناحية أخرى، تحتضن مواقع التواصل أيضًا فرص لإيجاد الدعم النفسي وتبادل التجارب المشابهة والدروس المستفادة. توفر الجمعيات الخاصة بالأمراض الصحيحة والتوعوية بيئة آمنة حيث يستطيع الأشخاص الحصول على مشورة محترفة ومشاركة تجاربهم مما يعزز الشعور بالإنسجام المجتمعي والثقة الذاتية. لكن بالمقابل، يُشدّد الخبراء بأن الاستخدام المسؤول والمراقب ضروري للتخفيف من مخاطر الانعزال الاجتماعي والإجهاد الزائد أثناء التنقل بين مختلف الصفحات ومنشورات وسائل الإعلام الجديدة.
ختاماً، فإن التأثيرات النفسية لوسائل التواصل الاجتماعي تمثل مجال بحث حيوي وبالتأكيد ستستمر الدراسات العلمية بتطوير فهمنا لحجم وانواع هذه التداعيات لتقديم استراتيجيات فعالة للحفاظ على الصحة النفسية لأجيال المستقبل بينما نستغل الفوائد العديدة التي تقدمها لنا شبكات الانترنيت الحديثة.