وضوح الأحكام: تفاصيل حول نذورك وكيفية التصرف وفقًا للشريعة الإسلامية

السلام عليكم، وبعد. لقد ورد إلي سؤالك بشأن النذر الذي قدمته منذ عدة سنوات، والذي ربطته بمشيئة الله. والحمد لله، فإن قولك "والله إن شاء الله..." يعدّ م

السلام عليكم، وبعد. لقد ورد إلي سؤالك بشأن النذر الذي قدمته منذ عدة سنوات، والذي ربطته بمشيئة الله. والحمد لله، فإن قولك "والله إن شاء الله..." يعدّ من قبيل اليمين وليس النذر المؤكد. وبالتالي، فأنت غير ملزم بكفارة بسبب عدم وفائك بنيتك الأصلية. وذلك لأن وضع عبارة "إن شاء الله" عند عقد الأيمان والنذور ينفي إلزاميتها ويحول دون حدوث الحنث بها. وهكذا، حتى لو اخترت عدم تنفيذ ذمتك المالية -التصدق برواتب شهر واحد كما خططت سابقًا- لن تكون هناك ضرورة لكفارة. وهذا الرأي مستند إلى آراء العلماء السابق ذكرهم، بما في ذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.

بالحديث عن حج بيت الله الحرام، فهو عمل محمود للغاية وفي نفس الوقت تخضع تكاليفه لإرادة الرب سبحانه وتعالى أيضًا. بناءً على توافر الأموال اللازمة لدى العائلة حاليًا لتغطية رحلة الحج بالإضافة لرؤية كسب رزق مستقبلاً قد يسمح بتلبية الذمة المالية المتبقية أيضا، يبدو أنه يجدر التسديد بالحسابات التالية: أولاً، تأتي أهمية أداء مناسك البيت العتيق بشكل عام ومتابعة مشروع الرحلة الحالي بما فيه من مغفرة للمذنبين واستجابة الدعوات والصعود درجات البركات الأخرى المرتبطة بهذا الفعل المبارك. ثانيًا، يمكن تحقيق رضا الرحمن عبر استثمار المزيد من الأعمال الخيرة المحمودة والتي تشمل دعم المؤسسات الخيرية محليا ودولياً حسب قدرتك واقتراحات المشايخ الذين سيوجهون توجهات أعمالك الإنسانية نحو المسارات الأكثر فائدة للإنسان عامة وللكرامة البشرية خصوصا. أخيرا، عندما يتمكن الإنسان من الجمع بين واجبات الدين والعناية بالمستحقين الاجتماعية دون إلحاق ضرر بحقه الخاص وحقوق الآخرين معه، فإن رضوان رب العالمين سيعم مساعينا بإذن الله عز وجل. أسأل الله جل وعلى أن يوفق جميع المسلمين لكل ماهو خير وصالح وأن يؤيد نوايانا بالحكمة والتوفيق الدائم إنه سميع مجيب دعوة المضطرين.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات