الحمد لله، لقد حددت لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم عددًا واضحًا من الصلوات غير المفروضة والتي يمكننا أدائها طوال اليوم والليلة، مثل سنن الرواتب وقيام الليل والوتر وصلاتي الضحى. هذه الصلوات لها أهميتها ومكانتها الكبيرة في الإسلام، وهي مستمدة مباشرة من تعاليم النبي نفسه.
لكن يجب التنبيه إلى أن هناك بعض الطقوس والممارسات المتعلقة بالصلوات النوافل قد ظهرت حديثًا ولا أساس لها في السنة النبوية الشريفة. فعلى سبيل المثال، تخصيص ليالي معينة كالليلة الأولى من رجب وليلة عيد ميلاده صلى الله عليه وسلم لصلاة خاصة ليست له سند صحيح في الدين الإسلامي. كذلك الأمر بالنسبة لتخصيص صلوات لقراءة سورة معينة بشكل متكرر، سواء كانت سورة الإخلاص أو سور أخرى. هذه الممارسات تعتبر بدعًا لأنها لم تأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم.
يوضح العلماء مثل الشاطبي وابن القيم -رضي الله عنهما- ضرورة اتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الاختراع فيما لم يأذن به الشرع. عند الجمع بين مجموعة من السنن الرواتب وصلاة الجماعة خارج وقت الفرض المعتاد، فإن هذا يعد نوعًا من البدعة بحسب الشيخ الشاطبي، وذلك رغم كون صلاة السنن الرواتب أمر محمود بنفسه حسب النصوص الواضحة.
وفي حالة تحديد أيام أو ليالٍ بعينها للعبدات الخاصة بناءً على ظروف شخصية، كما حدث مع ليلة الإسراء والمعراج مثلاً، فإنه لا يوجد دليل قاطع لدينا لتحديد تاريخ أو مكان هذه الليلة. غياب الأدلة التاريخية الدقيقة حول هذه الأحداث يشكل سببًا قويًا ضد اعتبارها مناسبة للعبادة الخاصة. إذ إن صحابة رسول الله الكريم -رضي الله عنهم- لم يولوها اهتمام خاص ولم يخصصوها بعبادات مخصوصة، وهذا يؤكد عدم وجود رابط شرعي لبناء عبادة جديدة عليها.
وفي نهاية المطاف، ينبغي علينا دائمًا الرجوع للسنة النبوية واتّباع الطريق المستقيم وفقا لما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.