- صاحب المنشور: دليلة بن عمر
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم ثورة رقمية غير مسبوقة، حيث احتلت تكنولوجيا الاتصالات مكانا بارزا في حياتنا اليومية. واحدة من أهم هذه التطورات هي وسائل التواصل الاجتماعي، التي توفر منصة للتواصل بين الناس بغض النظر عن المسافة الجغرافية. بينما تعتبر هذه المنصات أدوات قيمة للتعلم والتواصل والثقافة، إلا أنها قد تحمل أيضا آثارًا سلبية خاصة فيما يتعلق بصحة الشباب النفسية.
الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي
تُعتبر وسائل الإعلام الاجتماعية فرصة كبيرة لتبادل الأفكار والمعرفة والخبرة. فهي تسمح للمستخدمين بمشاركة القصص الشخصية والمواقف الحياتية المتنوعة، مما يمكن أن يساهم في بناء مجتمع أكثر ارتباطاً وفهمًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها كأداة مهمة في نشر الوعي حول القضايا الصحية النفسية، وتشجيع الناس على طلب المساعدة عند الحاجة.
الآثار السلبية المحتملة
ومع ذلك، هناك جانب مظلم لهذه الأدوات الرقمية. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود رابط بين الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي ومعدلات أعلى من الاكتئاب والقلق بين فئة الشباب. الشعور الدائم بالحاجة لمراقبة الرسائل والإشعارات المستمرة، مقارنة الذات باستمرار مع الآخرين، كل هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي والشعور بالوحدة والعزلة. كما أنه يزيد خطر التعرض للسلوكيات الغير صحية مثل الأكل اللاإرادي أو النوم المضطرب بسبب الوقت الطويل الذي يقضي أمام الشاشات.
بالإضافة لذلك، فإن المعلومات الخاطئة المنتشرة عبر الإنترنت والتي غالبًا ما يتم إعادة مشاركتها بسرعة بدون التحقق منها قد تساهم أيضًا في تكوين مفاهيم خاطئة لدى الشباب حول الصحة النفسية وقد تؤثر سلبيًا عليهم نفسيا.
دور الأمهات والأباء وأولياء الأمر
من الواجب على الأمهات والأباء وأولياء الأمر توعية أبنائهم بأخطار الاستخدام السيء لوسائل التواصل الاجتماعي وتحفيزهم على استخدامه بطرق صحية وقائية. التعليم حول الخصوصية والأمان عبر الإنترنت أمر حيوي لمنع أي نوع من التنمر الإلكتروني أو الهجمات الأخرى التي قد تضر بثقة الفرد بنفسه وبصحته النفسية.
بالتالي، ينبغي تعزيز التوازن بين استخدام هذه الوسائل والأنشطة الواقعية المؤدية الى النمو الشخصي والسعادة الداخلية كالقراءة, الرياضة, الفنون, العلاقات الاجتماعية وغيرها.
هذا التوازن ضروري للحفاظ على حالة صحية عامة وصحة عقلية أفضل للأجيال الجديدة الذين نشأوا وسط الثورة الرقمية العالمية.