الحكمة من ذكر ليال عشر في القرآن الكريم

الحمد لله، قد ورد في القرآن الكريم قسم بـ "الفجر" و"ليال عشر"، حيث يختلف العلماء في تحديد المراد بهذه الليالي العشر. ومع ذلك، فإن جمهور أهل العلم يذهب

الحمد لله، قد ورد في القرآن الكريم قسم بـ "الفجر" و"ليال عشر"، حيث يختلف العلماء في تحديد المراد بهذه الليالي العشر. ومع ذلك، فإن جمهور أهل العلم يذهبون إلى أنها عشر ذي الحجة، كما نقل ابن جرير الإجماع على ذلك، وقال ابن كثير إن المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم من السلف والخلف.

ويرجع السبب في التعبير بالليالي عن الأيام إلى اتساع اللغة العربية، حيث يمكن أن تطلق الليالي ويراد بها الأيام، والعكس صحيح. وقد كان غالب ألسنة الصحابة والتابعين يطلقون الليالي على الأيام، حتى أنهم كانوا يقولون "صمنا خمسا" للإشارة إلى الليالي، رغم أن الصوم يكون في النهار.

ومن جهة أخرى، ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالليال العشر هي ليالي عشر رمضان الأخيرة، وذلك لأن ليالي العشر الأخيرة من رمضان تحتوي على ليلة القدر التي قال الله عنها "ليلة القدر خير من ألف شهر". وقد اختار هذا القول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لأنه الموافق لظاهر الآية.

وبالتالي، فإن الحكمة من التعبير بالليالي عن الأيام في سياق "وليال عشر" تعود إلى اتساع اللغة العربية وطبيعة التعبير في ألسنة الصحابة والتابعين.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer