- صاحب المنشور: مسعدة الشريف
ملخص النقاش:تعد قضية الصحة النفسية واحدة من أكثر القضايا حيوية التي يواجهها مجتمع اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى لبنان بعد اندلاع الصراع الأليم في بلدهم. الدراسات والاستطلاعات الأخيرة تشير إلى معدلات عالية من الضغط النفسي والأمراض العقلية بين هذه الفئة السكانية. هذا الوضع يعكس مدى تأثير الصدمات والعنف والمخاطر المستمرة على سلامتهم العاطفية والعقلية.
التاريخ الخلفي
منذ عام 2011، أصبح لبنان وجهة لعدد كبير من اللاجئين الهاربين من الحرب الدائرة داخل سوريا. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة للهجرة الدولية, هناك حوالي مليون لاجئ مسجل رسميًا بالإضافة إلى عدد غير معروف من الأشخاص الذين لم يتم تسجيلهم كلاجئين لأسباب مختلفة. الظروف المعيشية الصعبة مثل التكدس في المناطق الحضرية الفقيرة والمشاكل الاقتصادية جعلت الوضع أكثر تعقيداً.
تأثيرات الصدمة الجماعية
الصدمات المتكررة والبيئات الغير مستقرة أدت إلى زيادة حالات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم. الأطفال خاصة هم عرضة لهذه التأثيرات بسبب عدم قدرتهم على فهم وتقبل الواقع الجديد الذي وجدوا فيه أنفسهم فجأة.
النقص في الخدمات الصحية النفسية
على الرغم من الجهود المبذولة, إلا أنه يوجد نقص واضح في توفير خدمات الصحة النفسية للنازحين السوريين. العديد منهم غير قادرين على الوصول إلى الرعاية النفسية اللازمة بسبب العقبات اللغوية والثقافية وكذلك قلة الكادر الطبي المدرب خصيصا لهذا المجال. أيضا, هناك تحفظ اجتماعي حول طلب المساعدة بشأن مشكلات الصحة النفسية مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدون علاج مناسب.
دور المجتمع الدولي
يتعين على المنظمات الإنسانية والدول المانحة العمل مع الحكومة اللبنانية لتحسين النظام الحالي بتقديم دعم أكبر للخدمات الطبية العامة وتعزيز خطوط الاتصال بخبراء الصحة النفسية المحليين والتدريب لهم. كما يجب تقديم برامج تثقيف عامة للتوعية بأهمية الصحة النفسية وكسر حاجز الوصمة المرتبط بها.
هذه القضية تتطلب اهتمامًا عاجلاً ومستمرًا حتى يمكن تخفيف عبء الضغوطات النفسية التي يتعرض لها هؤلاء اللاجئون واستعادة نوع من الاستقرار الذهني والمعنوي خلال فترة انتقالهم المؤقت إلى بيئة جديدة ومتوترة.