المناعة ضد الفيروسات (الجزء الرابع* والأخير)
في معركة الجسم مع الفيروس، لا يستسلم الأخير بسهولة للضربات الموجعة ضده، بل يتفنن في تفاديها وقلب الامور رأسا على عقب كأي لاعب جودو ماهر يستغل قوة خصمه لهزيمته.
هناك فيروسات مثلا كالإيدز، تغطي سطحها بمادة لزجة من
السكريات البروتينية بحيث تغطي العديد من بروتيناتها (أهداف ارتباط الاجسام المضادة) ، وتباعد بين البروتينات السطحية الضرورية لعملها بحيث لا يلحظها جهاز المناعه (التسلسل فرادى أسهل من التسلسل كمجموعه)، ثم أنها أيضا تخدع الاجسام المضادة بتقديم هدف وهمي ظاهر Decoy لتتكون ضده
أجسام مضادة تستهلك موارد المناعه وينتج ضده ملايين الاجسام المضادة، دون أن يكون هذا مفيدا البته في وقف آلية دخول الفيروس للخلية.
الحيلة الذكية الأمثل التي يستعملها فيروس الإيدز أيضا، هي مهاجمة الخلايا التائية التي تنسق العمليات المناعية والمسئولة عن قتل الخلايا المصابة!
وبهذا يشل الاستجابة المناعية في مهدها بقتل هذه الخلايا (يظن ان الكورونا يستهدف الخلايا التائية أيضا لكنه لا يتكاثر بداخلها بل يشلها فقط). كما يقوم الفيروس بالتغيير العشوائي المستمر لبروتيناته التي يمكن لجهاز المناعه معرفتها
بحيث لا تؤثر عليه الاجسام المضادة المنتجة في سباق يكسبه الفيروس أغلب المرات.
هناك حيل أخرى متعددة مثل التي يستغلها فيروس الالتهاب الكبدي، بعدم قتل الخلية المصابة (بحيث لا يتنبه فرع جهاز المناعه المستجيب لموتها كالبلاعيم) والانتقال من خلية لأخرى دون الخروج والتعرض