- صاحب المنشور: عبد المجيد الرفاعي
ملخص النقاش:
في زمن التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، أصبح دور التعليم أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالتعليم ليس مجرد نقل المعرفة الأكاديمية للطلاب؛ ولكنه أيضاً عملية تشكيل للأفراد وتطوير لصفاتهم الشخصية وقدراتهم الاجتماعية والأخلاقية. وفي المجتمعات العربية، حيث تتداخل الثقافات والقيم التقليدية مع التغيرات الحديثة بسرعة ملحوظة، يصبح تعميق الجذور الروحية والأخلاقية لدى الشباب تحدياً رئيسياً. ومن هنا يأتي الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبُهُ النظام التعليمي في توفير بيئة داعمة لتكوين قيم أخلاقية واجتماعية متينة بين الطلاب.
فهم الأزمة الحالية: غياب القيم الأخلاقية في مجتمع اليوم
تعاني العديد من الدول العربية حاليا من مشكلة انتشار السلوكيات غير الأخلاقية والصراع الاجتماعي نتيجة عدة عوامل منها:
- تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي ذات تأثير كبير على سلوك الشباب وقد تكون مصدرًا لممارسات غير مسؤولة وغير صحية مثل التنمر الإلكتروني والإدمان عليها.
- الضغوط الاقتصادية والاجتماعية: قد تؤدي الضغوط الاقتصادية والاجتماعية إلى بروز تصرفات عدوانية ومنافٍ للقيم الإسلامية والعربية الأصيلة كالغش وكسب الأموال بطرق غير شرعية.
- نقص البرامج التربوية الفاعلة: غالبًا ما ترتكز المناهج الدراسية في المنطقة على حشو المعلومات دون التركيز الكافي على بناء شخصية متكاملة تمتلك القيمة الإنسانية والسلوكية الراقية.
وبالتالي فإن تدريب الأطفال والمراهقين على هذه المهارات الأساسية أمر بالغ الأهمية لتمكينهم من مواجهة التحديات المستقبلية بكل ثبات وثقة.
كيف يستطيع التعليم المساهمة بإعادة الاعتبار للقيم؟
يمكن للنظام التعليمي اتخاذ خطوات استراتيجية لتحقيق هذا الهدف عبر:
- دمج المفاهيم الأخلاقية ضمن المواد الدراسية: يتطلب الأمر دمج مواد العقيدة والدين الإسلامي داخل جميع مراحل التعليم لتعميق فهْم students (الطلاب) لقيمهما وأثرهما العملي في حياتهم اليومية. كما يمكن تضمين محاضرات حول المواطنة الصالحة والحوار المجتمعي اللطيف مما يعزز حس المسؤولية تجاه الآخرين.
- برامج نشاط خارج الصفوف: إن تقديم فرص للمشاركة داخل نوادي ثقافية أو رياضية أو خدمات جماهيرية تساهم بتنمية روح العمل الجماعي وتعزيز الشعور بالانتماء للمكان وبناء شبكات علاقات اجتماعية مفيدة وطويلة الأمد.
- إعداد المعلمين والمعلمات بكفاءة عالية: يعدُّ اختيار المعلم ذو الجودة العالية أحد العوامل الأساسية لإنجاح العملية التعليمية بأكملها فيما يتعلق بالقيم أيضًا. لذلك ينبغي التأكد بأن هؤلاء الأفراد المؤهلون قادرون وليس لديهم نوايا سيئة بل هم قوة تغرس الخير دائمًا ويُشعِرون الطلبة بالأمان والثقة بالنفس.
4