حكم زكاة الأموال التي لم يكتمل حولها قبل استثمارها في التجارة

إذا كنت تمتلك مبلغاً مالياً يفوق الحد الأدنى لوجوب الزكاة ("النصاب") ولكن لم يكمل عام هجري واحد منذ امتلاك هذا المال ("الحول"), وأردت استخدام هذا الما

إذا كنت تمتلك مبلغاً مالياً يفوق الحد الأدنى لوجوب الزكاة ("النصاب") ولكن لم يكمل عام هجري واحد منذ امتلاك هذا المال ("الحول"), وأردت استخدام هذا المال كرأسمال لتدشين مشروع تجاري, قد تتساءل: "هل يجب عليك دفع الزكاة؟". الإجابة هي نعم، حسب الفقه الإسلامي المعتاد.

في هذه الحالة، لا يُعتبر الاستثمار في الأعمال التجارية أمراً يؤجل بدء حساب فترة الحول الجديدة للمال. عوضًا عن ذلك، يستمر احتساب الفترة منذ اللحظة الأولى لاستلامك لهذا المال حتى لو قمت باستخدامه في شراء سلع قابلة للبيع والتصريف لاحقاً.

ببساطة، عندما يصبح لديك رأس المال اللازم الذي يصل إلى مستوى النصاب ولكنه لم يكتمل الحول عليه بعد، وعندئذٍ تستخدمه بشكل مباشر في مشاريع تجارية، يتم اعتبار الحول التالي للدورة المالية الأصلية للمال وليس لحجم أعمال التداول الخاصة بك. وهذا يعني أن الوقت المستغرق لإتمام دورة التجارة الكاملة يبدأ فقط بمجرد مرور السنة الهجرية كاملة ابتداءً من تاريخ الحصول على تلك الأموال لأول مرة.

ولتوضيح الأمر أكثر، تخيل أن تكون قد حصلت على عشرة آلاف ريال سعودي في شهر ديسمبر العام الماضي (وفق التقويم الميلادي). وبالتالي، لن تبدأ الدورة الثانية للحول إلا عندما يدخل الشهر نفسه ضمن العام الجديد وفق التقويم الهجري. وفي غضون ذلك، يمكنك بكل حرية إدارة واستخدام واستثمار أموالك كما ترغب تماما طالما أنها تساهم في تحقيق الربحية وتنشيط حركة البيع والشراء داخل نشاطات عملک التجارية المختلفة. ومع انتهاء كل سنة تقويمية هجرية جديدة، ستكون مدينا بدفع نسبة مقدارها ٢٫٥٪؜ من مجموع ثروتك المكتسبة خلال الأشهر الـ۱۲ الأخيرة التي تضمنتها تلك السنة الشمسية المعينة - سواء كانت قد جاءتك عبر مصدر طبيعي او مكتسبه عبر تعاملات اقتصاديه مختلفة.- وذلك باعتبار انه حق لصالح الفقراء والمستضعفين والمستحقين حسب الشريعة الإسلامية الغراء.


الفقيه أبو محمد

17997 بلاگ پوسٹس

تبصرے