مع حبها للصلاة والتزامها الشديد بها، ومحاولتها لقراءة القرآن قدر المستطاع لأنها لم تتمكن من الدراس

مع حبها للصلاة والتزامها الشديد بها، ومحاولتها لقراءة القرآن -قدر المستطاع- لأنها لم تتمكن من الدراسة لارتباطها بخدمة ابيها في فلاحته اثناء طفولتها..

مع حبها للصلاة والتزامها الشديد بها، ومحاولتها لقراءة القرآن -قدر المستطاع- لأنها لم تتمكن من الدراسة لارتباطها بخدمة ابيها في فلاحته اثناء طفولتها.. كانت تحب الشعر أيضًا ويسلبها البيت الجميل، وتحفظ وتتأثر بكل قصيدة تتحدث عن الحكمة أو عزة النفس أو كرم الضيافة

وطالما كانت تشدو بأناشيد الفلاحين التي حفظتها من أبيها حين كانت تقضي برفقته أغلب يومها وهي طفلة، والذي لا يزال جرح وفاته داميًا في فؤادها، ولم يقف لسانها عن الدعاء له ساعة واحدة منذ أن وافته المنية حتى تلاشت ذاكرتها قبل عام شفاها الله

أي طفلة في التاسعة من عمرها يفاجئها والدها بماكينة خياطة "سنجر" عبارة عن مكافأة لها لأنها كانت تتمنى أن تساهم بتحسين ثياب إخوتها التي تكبرهم جميعا؟

ماهذا العقل وهذه المسؤولية السابقة لأوانها؟

حتى بعد كِبرها وانشغالها ببيتها وبتربية أبناءها ومتابعة أدق تفاصيلهم بشكل مباشر أحيانا وغير مباشر دائما، لا زالت تشعر بالمسؤولية تجاه اخوانها واخواتها الذين كبروا وتعلموا ورزقهم الله جميعا بذرية صالحة

أنا أصغر ابناءها، وآخر عنقودها، كانت ولا زالت ترى أنني لم ابلغ العمر الذي استطيع فيه أن اعتمد على نفسي، فكم من واجبات عليّ كانت تقوم بها عوضًا عني، ورأفةً بي، وحنانًا عليّ، حتى وهي لا تستطيع الحركة الآن؛ تسألني يوميًا: تغديت ولا أجيب لك غداك؟ ?


حمادي العروسي

5 مدونة المشاركات

التعليقات