على الرغم من ارتباطهما بنفس عدد الشهور، إلا أن اختلاف طبيعة الوقت لدى كل من تقويمي ميلادي وهجري يؤدي إلى هذا التحول الزمني. حيث يقوم التقويم الميلادي -والذي يستخدم بشكل واسع حول العالم اليوم- على مدار الأرض حول الشمس والتي تستغرق حوالي 365 يومًا وربعًا. بينما يُبنى التقويم الهجري على دورات القمر؛ إذ يبلغ طول العام القمري نحو 354 يومًا فقط مما يعني انتقال أشهر السنة بحوالي عشرة أيام خلف نظيرتها الشمسية سنويًا. لذلك ينتقل وقت بدء رمضان والمناسبات الأخرى المرتبطة بالقمر كل سنة بمقدار أسبوع حتى يعود مجددًا لنقطة بدايته الأصلية خلال اثنتي عشر Cycle شمسيًا وهو فترة زمنية تقدر بعشرين عامًا تقريبًا حسب حساب أهل العلم.
هذه الطبيعة الديناميكية للأحداث الفلكية تحدد أساسيات الحياة البشرية عبر التاريخ منذ القدم وحتى عصرنا الحالي. فهي تشكل أساسا رئيسا لحساب المناسبات والعادات المتعلقة بالمولد والنطفة واستكمال مراحل النمو المختلفة للإنسان بالإضافة لإدارة دورة المحاصيل الزراعية وحصد الغلات وغيرها الكثير مما ترتكز عليه حياة المجتمعات الإنسانية منذ نشأة البشرية الأولى. لهذا السبب يعد التقويم القمري ذا أهمية كبيرة كون مصدره الأصلي جاء من الوحي الرباني المنزل على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم والذي أكده القرآن الكريم بسوره وآياته منها قوله تعالى: "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب" [يونس: 5]. كذلك تؤكد آية أخرى بهذا المعنى المقصد نفسه:"إن عدة الشهور عند الله الاثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم".[التوبة:36]. وبالتالي فإن تحديد المواقيت والمعايير العامة للممارسات الاجتماعية والدينية مرتبط بشكلٍ واضح باتجاه دوران أقمار وكواكب نظامنا الشمسي المضئ تحت نور رب العالمين عز وجل. إنها حقائق علمية ودينية توضح كيف تسير الكائنات تحت قانون حكم واحد جل وعلا.