في الإسلام، تعدّ العبادة جزءاً أساسياً من حياة المؤمن اليومية. ورغم أهميتها القصوى، قد يحدث شيء يسمى "الإلفة"، حيث يمكن أن يفقد المرء الشعور بالحماس والخوف أثناء أداء الفرائض بسبب تعوده لها. ولكن هناك عدة طرق للتغلب على ذلك والحفاظ على التواصل مع الرب عز وجل أثناء العبادة. أولاً، يجب التنويه بأن "الإلفة" ليس بالأمر السلبي دائمًا - فهي تشير أيضًا إلى الثبات والإلتزام المستقر بالعادات الطيبة. ومع ذلك، عندما يكون الأمر متعلقا بانعدام الحضور الذهني والشعوري خلال العبادة، هنا يأتي دور التدابير التالية لتحسين تجربتك الروحية:
- تنويع العبادات: يقدم القرآن الكريم لنا نطاق واسع من الأعمال الصالحة مثل الصلاة والصيام وقراءة القرآن والأعمال الخيرية تجاه الآخرين والتي يجب المواظبة عليها جميعاً للحفاظ على توازن روحي ديناميكي.
- الصبر واستمرار النية: يتطلب الأمر صبراً متواصلاً لإدامة التركيز والنيات الأصلية لدى بدء كل نوع من أنواع الخلقيات. وذلك حسب قول سيدنا ابن القيم رحمه الله بأنه "يستحق الصبر حال العمل لحماية النفس ضد الرغبة بالإهمال والتراخي". ويتضمن أيضاً مواصلة التأمل في الله أمام عينيك أثناء تأدية الواجب وليس مجرد القيام به كمهمة رتيبة فقط.
- الدعاء باجتهاد: يعد الدعاء واحداً من أفضل الوسائل المستخدمة لتوجيه قلبك نحو رب العالمين ودعم اتصالك معه بشكل أكبر.
- استمرار المشروع: حتى وإن كانت رغبات القلب ليست مهتمّة بنفس الدرجة التي كانت عليها سابقاً، فلابد من الاستمرار بالممارسات بدون الانقطاع عنها أبدا لأنها تعتبر طريق للشيطان للإبعاد عن الطريق الحق.
- الهيئة المناسبة قبل البدء بممارسة الدين: يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه "لا يصلى الشخص بجوار الطعام أو أثناء التعرض للأوساخ." وبالتالي يتعين التحضير العقلي والجسدي والمكاني للمزيد من القدرة علي التفوق النفسي والعاطفي داخل تلك الحالة المقدسة.
ختاماً، فإن السر لعيش حياتنا بطريقة تقترب بنا إلي السماء هي بإدارة وقتنا بعناية فيما يتعلق بما يرضي الرحمن وتعزيز قدرتنا الذاتية للتحكم بردود افعالنا الداخلية مما سيولد شعورا ايجابيّا بسلوك جميل يؤثر بشكل رائع على علاقتنا برب البرية.