خطاب [إيجو] المثقف الذي يتعامل مع الشخص الذي يكسب المال من عمله في السوشال ميديا يتلخص فيما يلي: من أجل [المكانة] فعليك أن "تكرس وقتك وجهدك" من أجل قضية اجتماعية!
هذا كلام غير واقعي، وأتحدى قائله أن يكون كرس نفسه عشر سنوات وأكثر من أجل قضية اجتماعية!
وهذا الكلام المُضلل يلف ويدور حول اعتبار [المكانة] والتصنيف والتقييم الثقافي، ولا غرابة أن يصدر من ذاتية مثقف ينتمي لمؤسسة ثقافية عاجزة وقاصرة وفاشلة ومتأخرة ومهدمة ومتكسرة وعجزت عن إقناع المجتمع ومن فيها بالقيام عليها ..
ولو جئنا نبسّط هذه الدعوة أو الدعاية بالأحرى فهي لتأليب القلوب والعقول من أجل ناشط اجتماعي [مثالي] يتطوع لخدمة قضية اجتماعية، ونعم هؤلاء نبلاء وموجودون ولكن أن يكون جدال المكانة والتعريف مبنيا على إنه الناشط هذا لا يكسب من عمله، فهذا مرض ثقافي قديم في عمان والخليج.
والثقافة في كل العالم بها ربح، الكتاب يوقعون كتبا ويبيعونها والموسيقي يبيع ألومات والفنان يبيع لوحات، ومعهم قضاياهم الرئيسية والكسب على الجانب حق مشروع، نظرية المثقف صاحب المكانة والإيجو هذه سبب من أسباب فشل العمل الثقافي والمؤسسات الثقافية وتحولها لمنابر دعائية مزيفة المثالية.
وهذه اللوثة المضللة لا تختلف عن الذهنية المعيارية في التعامل مع النشطاء مثلا، لما تكون في السجن وملاحق ومتبهدل فإن اعتبارات [المكانة] كلها بين يديك، ولكن عندما تكون مثل هؤلاء الذين يعيشون ويحاولون الحياة وقتها يرفع المثقف عقيرته الإلغائية بلعبة التصنيف والاعتراف.