- صاحب المنشور: علا الغريسي
ملخص النقاش:
مع التطور الهائل للتقنيات الحديثة، أصبح تأثير الذكاء الاصطناعي (AI) ملحوظاً في جميع مجالات الحياة، وأصبح له دور بارز في سوق العمل. هذا الدور قد يشكل تحدياً كبيراً لبعض العمال التقليديين الذين يمكن استبدال وظائفهم بالأنظمة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، إلا أنه يفتح أيضاً أبواب الفرص أمام العديد من الوظائف الجديدة والمبتكرة المرتبطة بتطوير وتشغيل هذه الأنظمة.
الفقدان المحتمل للوظائف
من الواضح أن بعض الأعمال المتكررة والميكانيكية ستحل محلها الروبوتات وأجهزة الكمبيوتر المدربة بالذكاء الاصطناعي. حسب تقرير صدر عام 2018 من المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن حوالي 75 مليون فرصة عمل قد تفقد بحلول العام 2025 بسبب الاستخدام المتزايد للروبوتات والأتمتة. يتضمن ذلك مجموعة متنوعة من القطاعات مثل التصنيع والنقل والتجارة بالتجزئة وغيرها. لكن هذا ليس يعني نهاية القوى العاملة البشرية؛ بل هو تحول نحو المزيد من الاعتماد على المهارات عالية المستوى والتي تتطلب فهماً عميقاً للتكنولوجيا وفهم معقد للمهام المعقدة.
فرص جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي نفسه
في المقابل، يُولد الذكاء الاصطناعي أيضاً مجموعة كبيرة من الوظائف الجديدة والمعقدة. هناك حاجة مستمرة لتطوير وبناء نماذج ومبادرات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذه تشمل برمجة خوارزميات التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة وإدارة قواعد المعلومات الكبيرة (Big Data). كما تحتاج الشركات إلى متخصصين في الأمن السيبراني للحماية ضد المخاطر التي تأتي مع استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة لذلك، فإن الأدوار الفنية والإدارية الجديدة تظهر باستمرار. فمثلاً، "مهندسو تجربة المستخدم" هم مسؤولون عن تصميم واجهات سهلة الاستخدام للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. بينما يقوم "رؤساء العمليات" بإدارة دورة حياة المشاريع المبنية على الذكاء الاصطناعي وضمان أنها تلبي متطلبات السوق والعائدات المالية الأمثل.
إعادة تنظيم مهارات القوى العاملة الحالية
من المهم أيضًا الاعتراف بأن الكثير من العاملين الحاليين سيحتاجون لإعادة تدريب أو تعديل لمواجهة البيئة الجديدة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي. التعليم المستمر والتدريب سيكون ضروريًا لتحقيق انتقال ناجح للعمل الذي يتميز بأدوار أكثر اعتمادا على الابتكار والفكر البشري.
الخلاصة
التأثير الحقيقي للذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية ليس بسيط ولا خطير دائما. إنه يحمل معه كل من فقدان الوظيفة المحتمَل وكذا خلق فرص عمل جديدة ومتعددة الجوانب. المفتاح يكمن في كيفية تعاملنا كمجتمع مع هذه التغييرات - سواء عبر حشد موارد التدريب والاستثمار المناسبة، أو فهم كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن العدالة الاجتماعية والرفاهية العامة لكل الأفراد.
