على الرغم من أن التفريق بين الزوجين أمر ليس مكروهًا بطبيعته، إلا أنه يجب التنبيه إلى أن الشيطان يعتبر التفريق مشروعًا له لأنه يؤدي إلى الفتنة والحسد. كما ورد في الحديث النبوي عند مسلم وجابر بن عبد الله، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يبسط عرشه على الماء". وهذا يدل على مدى حرص الشيطان على زرع الفراق والبلاء بين الأزواج.
وفي ظل هذه البيئة المشؤومة، كيف يمكن للمسلمين أن يحتفلوا بما يكرهه الله سبحانه وتعالى؟ إن الاحتفال بالحصول على خلع الزوج السيء - سواء بسبب سوء خلقه أو ظلمه - ينافي القيم الإسلامية ويتوافق مع مخططات الشيطان الخبيثة. فهو يشجع على الانغماس في الملذات الدنيوية بدلاً من التعامل مع الأمر بحكمة وصبر وفقًا لإرادة الله.
بالإضافة إلى الاعتبارات الأخلاقية والدينية، هناك جوانب عملية مرتبطة بهذه الاحتفالات. غالبًا ما تتضمن تلك الاحتفالات اختلاطاً غير مقبول اجتماعياً وفنوناً موسيقية وأغانٍ ومسيرات مخلة بالأدب العام والقيم الاجتماعية. علاوة على ذلك، فإن مثل هذه الإجراءات تؤذي مشاعر الزوج، وقد تسد الباب أمام فرصة رجعة محتملة تربط الحياة الأسرية مرة أخرى.
ومع كل هذا، يعترف الإسلام بأحقية المرأة في طلب الطلاق والخلع عندما تصبح حياتها تحت رحمة رجل سيء الطباع أو الظالم لها. ولكن، عوضاً عن تنظيم مظاهر للاحتفال تعكس سعادة زائفة وتثير الغيرة والكراهية، يجدر بنا التحلي بالقناعة والصبر والاستسلام لحكم الله فيما يخص قضية الفرقة.
ختاماً، توصينا النصوص الشرعية بتجنب الأفراح التي ترضي الشيطان ونبذ المفاسد المرتبطة باحتفالات الخلع. فالرضا بالعيش الكريم والسعادة الحقيقية تكمن في رضا المرء بما قسمه الله له وليس في مداهمة دنيويات مؤقتة تهدد استقرار المجتمع وقيمه العليا.