• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الرقمي الحالي، أثبتت التقنيات الحديثة قدرتها على تغيير طريقة تفاعل الإنسان مع البيئة والمجتمع. وفي قطاع السياحة، تعد هذه الأدوات حاسمة في تحقيق السياحة المستدامة التي تضمن الحفاظ على الثروات الطبيعية والتراث الثقافي للأمم. تستعرض هذه الدراسة كيف استفادت المملكة العربية السعودية من التطورات التقنية لتعزيز تجاربها السياحية بطريقة مستدامة عبر عدة مبادرات رئيسية.

أولاً، تُعتبر رؤية 2030 أحد أهم الأسس لهذه الجهود حيث تحدد خطة طموحة لتغيير الاقتصاد السعودي وتعزيز دوره العالمي. ضمن هذا الإطار العام، ركزت الحكومة على تطوير القطاع السياحي كجزء حيوي لتحقيق التنويع الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.

بالتوازي مع ذلك، تبنت المملكة العديد من المبادرات الاستراتيجية المدعومة بالتكنولوجيا. مثل "برنامج جودة الحياة" الذي يهدف إلى تحسين مستوى الرفاه الاجتماعي والسياحي داخل البلاد باستخدام أدوات رقمية متخصصة تتضمن إنشاء خرائط ذكية للحفاظ على المواقع التاريخية والمعالم الطبيعية وتقديم خدمات فعالة للمسافرين. بالإضافة إلى "مشروع البحر الأحمر"، وهو مشروع ضخم يستغل أفضل تقنيات البناء الصديقة للبيئة وأنظمة الطاقة الخضراء لبناء منتجع فريد وسط محمية طبيعية بحرية كبيرة يحافظ على النظام البيئي البحري ويستثمر فيه.

ومن الأمثلة العملية الأخرى استخدام تطبيق "معرفة بلادي" الذي يدعم زوار البرامج التعليمية والرحلات العلمية بنظام موارد افتراضية شاملة توفر معلومات دقيقة ومتجددة حول المواقع الأثرية والحياة البرية وغيرها مما يسهم في زيادة الوعي بالحاجة لحماية البيئة أثناء التجربة الترفيهية.

بالإضافة لكل ماسبق ذكره أعلاه، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تقديم الخدمات اللوجستية والإرشاد للسائحين يساعد أيضا في الحد من التأثير السلبي للسياحة التقليدية على البيئات المحلية سواء كانت حضرية أم طبيعية.

باختصار، تؤكد تجربة المملكة أنه بالإمكان الجمع بين العناصر التقليدية والثورة الرقمية لصالح كل من الزائر والاستدامة البيئية بغرض جعل أي مقصد سياحي أكثر جاذبية وملاءمة بيئياً واجتماعياً.