بينما يعيش المجتمع الإسلامي الفرنسي حياة نشطة ومتفاعلة، فقد أصبح بناء مسجد دائم مطلباً ملحاً لتلبية احتياجات السكان المتزايدة. ومع ذلك، فإن طريقة الدعوة للاستثمار والتبرعات عبر طرق مختلفة أثارت تساؤلات حول مناسبتها وأثرها المحتمل على الأفراد.
وفقًا للشريعة الإسلامية، يحق للمسلمين الاجتماع لدعم قضاياهم الدينية والثقافية المشروعة. وقد ورد ذكره في الحديث الشريف الذي رواه أبو سعيد الخدري حيث دعا الرسول محمد ﷺ الناس إلى الصدقة قائلاً: "تصدقوا". وهذا يشمل عامة الجمهور بما في ذلك النساء أيضًا. إنها رسالة تشجع الكرم والتعاون بين المؤمنين لتحقيق هدف نبيل.
ومع ذلك، يجب مراعاة حساسية الوضع عندما تتعلق الدعوة بالتبرعات الشخصية للأفراد الذين قد يشعرون بالإحراج بسبب الإلحاح المستمر. لاحترام خصوصيات الآخرين وعدم جعل عملية الجمع غير مرحبة بها، يمكن استخدام أساليب أكثر دقة وحساسية. بدلاً من الضغط المباشر، يمكن للقادة الدينيين والمجتمع المحلي أن يقودوا بتقديم بيان عام يفسر أهمية دعم جهود بناء المسجد ويتيح للناس حرية تقديم المساعدة حسب قدرتهم وقناعتهم الداخلية بحرية ودون أي شعور بالالتزام.
كما نبه عالم الدين الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- إلى ضرورة توخي الحذر أثناء جمع الأموال داخل حرم المسجد نفسه، حيث قد يتسبب ذلك في الشعور بالإزعاج لدى بعض المصلين. إذ اقترح طرح الموضوع خلال خطبة الجمعة كدعوة مفتوحة الراحة تطالب بالتبرع لمساعدة المسجد في تحقيق هدفه المشرف. وبذلك يسمح لكل فرد باتخاذ قراره الخاص بشأن الانخراط فيها بدون تحريض واضح وصريح قد يوحي برد فعل سلبي محتمل نحو المساومة المالية.
بشكل عام، تعتبر مشاركة المجتمع والدعم العام أمر مرغوب ومحفز للإسلاميين لإقامة أماكن عبادة تعكس تراثهم الثقافي وتجمع أتباع العقيدة تحت سقوف موحدة تجمع الأفراد الواعدين بالممارسات الروحية التي تجسد مواقف حياتهم اليومية بطريقة متوافقة مع التعاليم القرآنية والسنة النبوية المطهرة.