في الإسلام، تعتبر الهرّة طاهرة وليست بنجسة، وذلك استناداً إلى حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي روته كبشة بنت كعب بن مالك عن زوجها أبو قتادة: "إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات". وهذا الحديث صحيح وثابت النقل. وبالتالي، يعد شعر الهرة أيضاً طاهراً بناءً على هذه النظرية الدينية والفقهية.
بالنظر للأمر بشكل عملي، غالباً ما تتسبب الهرات بحركة مكثفة داخل المنازل، مما يعني تصاعد بعض الشعر منها نتيجة الاحتكاك بالأثاث والسجاد والأرضيات. ومع كون الهرة نفسها طاهرة، فإن شعرهن كذلك وفقاً لهذا المنطق. حتى لو التصق هذا الشعر بملاءة ملابس شخص أثناء أدائه لصلاة، تبقى الصلاة صحيحة ومقبولة عند الله عز وجل.
يوضح الفقهاء المسلمون مثل الشيخ ابن قدامة والمحدث الكبير الإمام البخاري وجهة نظرهم حول طبيعة تعاملنا الديني والعادات اليومية المتصلة بذلك. حيث يعتبر الجلد والشعر والدمع واللعاب وكل منتوج حيوي آخر من الحيوان - سواء أكانت أكله أم لم تكن - تطهيره مساوياً لتطهير سوائله الأخرى. بالإضافة لذلك، يشدد العلماء على أن الشعور نفسه سواء جاء من ذوات الدم الحار كالقطط والكلاب أو من النباتات والثدييات الأخرى ليس نجسا بطبيعته بل هو نظيف ومتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
باختصار شديد، يمكن للمسلمين الاطمئنان بأن وجود الشعر الخاص بهذه الكائنات الأليفة المشابهة له في أثوابهم لن ينتقص من صلاحيتها لأداء الفرائض الدينية بما فيها الصوم والحج والأكثر أهمية بينهما وهي الصلاة.