تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين

تعدّدت الدراسات والأبحاث حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مختلف الفئات العمرية، ولكن موضوعنا هنا يركّز على تحدياتها بالنسبة لمجموعة المراهقين. تع

- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد

ملخص النقاش:
تعدّدت الدراسات والأبحاث حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مختلف الفئات العمرية، ولكن موضوعنا هنا يركّز على تحدياتها بالنسبة لمجموعة المراهقين. تعد هذه المرحلة الحاسمة من حياة الإنسان حيث تتشكل الهوية الشخصية وتتطور الخبرات الاجتماعية والعاطفية. فإن كانت لهذه التقنيات الحديثة فوائد عديدة فيما يتعلق بالتواصل والتعلم والتفاعل مع الآخرين؛ إلا أنها قد تحمل أيضًا مخاطر غير مسبوقة يمكن أن تؤثر سلبيًا على رفاهيتهم العقلية والنفسية. ### التحديات الرئيسية: 1. **الضغط الاجتماعي**: غالبًا ما يُظهر المستخدمون صورة مثالية لحياتهم عبر الإنترنت مما يؤدي إلى مقارنة ذاتية غير واقعية بين الحياة الحقيقية وما يرونه رقميًا. هذا الأمر يزيد الضغط ويولد شعورا بالفشل وعدم الكفاءة لدى الكثير من المراهقين الذين يشعرون بأن حياتهم ليست ممتعة بما فيه الكفاية أو ناجحة بشكل كافٍ. حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، أكثر من ثلثي المراهقات يعبرن عن شعورهن بعدم الرضا بسبب المقارنات المستمرة التي يقومون بها باستخدام الشبكات الاجتماعية. 2. **التعرض للتنمر الإلكتروني**: يعد التنمر إحدى الآثار الجانبية الخطيرة للإنترنت والتي تستهدف المراهقين بدرجة خاصة. وفقا لدراسة أجرتها منظمة اليونيسف عام ٢٠٢١ ، حوالي ربع الشباب تعرضوا للتسلط الإلكتروني خلال العام الماضي بمختلف أشكاله مثل السب والقذف والإساءة المتعمدة بإرسال رسائل مهينة ومقاطع فيديو مسيئة وغير ذلك. 3. **الإدمان الرقمي ونقص النوم**: إن الاستخدام المطول للأجهزة الذكية قبل وقت النوم مباشرة له آثار مزعجة جدًا على نوعية نوم المراهقين وبالتالي صحتهم العامة. العديد منهم يقضون ساعات طويلة أثناء الليل أمام الشاشات مما يؤثر بشدة على قدرتهم على التركيز والاستيعاب خلال اليوم التالي بالإضافة لقلة حصول الجسم على راحة مناسبة لجسم المراهق الذي يحتاج لنوم عميق نسبياً لتغذية نمو دماغه وعظامه. 4. **العزلة الاجتماعية**: يبدو الأمر متناقضا لكن استخدام وسائل الإعلام الجديدة بكثرة قد يساهم أيضا بالعيش بعيدا اجتماعيًا خارج حدود الواقع الافتراضي. فقدان القيمة الواقعية للقيم الإنسانية الأساسية كالصداقة الحميمة والثقة والمشاركة المجتمعية المحلية كلها نتيجة محتملة لاستغراق الزمن الطويل خلف الشاشة. لتحديد طرق التعامل الجيد مع هذه المخاطر وضمان بقاء التأثير الإيجابي لوسائل الاتصال الحديث مستمرا رغم محاذيرها المحتملة، ينبغي وضع خطط تربوية فعالة تشمل دعم الأسرة والمدرسة والجهات الحكومية المعنية بتوجيه الأجيال الناشئة نحو فهم أفضل لما تقدمه هذه الأدوات ضمن الحدود المناسبة دون مغالات أو تجاوزات تضر بصحتها النفسية والمعرفية العامة. وفي الوقت ذاته تعزيز الثقة بالنفس لديهم وتعليم تقبل الاختلاف وتجنب الغلو بالمقابلات الذاتية السلبيّة أمر ضروري للغاية لحماية جيل جديد قادر علي مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بكل قوة واحترافيّة وارادة اقوى .

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات