التقرير:
تعدُّ الذاكرة أحد أهم جوانب القدرات المعرفية للإنسان، وهي تلعب دوراً حاسماً في حياة كل شخص بدءاً من مرحلة الطفولة وحتى الشيخوخة. ومع ذلك، فإن تأثير العمر على وظائف الذاكرة يثير تساؤلات مهمة بشأن كيف يمكن للشيخوخة أن تؤثر سلباً على هذه الوظيفة الحيوية. تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة معقدة ومتشابكة بين فقدان الذاكرة الطبيعي المرتبط بالسن وتدهور الصحة النفسية والجسدية لدى كبار السن.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يجب مراعاتها عند النظر إلى ارتباط الذاكرة بالتقدم المعرفي:
1. **التغيرات الفسيولوجية**: تقدم الإنسان في العمر يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية مختلفة قد تؤثر بشكل مباشر على قدرته على تكوين ذكريات جديدة وحفظ الذكريات القديمة. على سبيل المثال، ينخفض حجم الدماغ وانخفاض مستوى ناقل عصبي يدعى أسيتيل كولين (Acetylcholine)، وهو ضروري للتواصل بين الخلايا العصبية مما يساهم في ضعف الذاكرة قصيرة المدى وطولها.
2. **الأمراض المتعلقة بالعمر**: بعض الأمراض الشائعة بين المسنين مثل مرض الزهايمر والخرف تتسبب أيضا في تدهور كبير في القدرة على تذكر المواقف والأحداث الأخيرة والأحداث البارزة. هذه الحالات المرضية غالبًا ما تكون مصاحبة لتراجع تدريجي لمستوى نشاط الحياة اليومية للمصاب بها بما يشمل صعوبات أكبر فيما يتعلق بالإدارة المالية وبناء العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها.
3. **العادات الصحية وكيفية الحفاظ عليها**: رغم كون الشيخوخة عامل غير قابل للتحكم فيه إلا أنه بإمكان كبار السن اتخاذ خطوات محددة للحفاظ على سلامتهم المعرفية وذلك عبر ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن وممتلئ بالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والتي تساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض التنكسية للدماغ وغيرها من مشاكل صحية محتملة الأخرى المحتملة ذات التأثير السلبي القوي على الذاكرة بوجه عام. يبقى أيضًا التدريب العقلي المنتظم - سواء كان ذلك من خلال حل الألغاز أو تعلم مهارات جديدة أو حتى قراءة كتب مختلفة باستمرار – طرق فعالة لدعم الصحة المعرفية لكبار السن وضمان استدامتها لفترة زمن طويلة جدا .
إن فهم دور التقدم العمري في عملية انخفاض أداء وظائف المخ أمر حيوي ليس فقط للأبحاث الأكاديمية ولكن أيضاً للمجتمع الذي يكبر فيه عدد الأشخاص الذين تجاوزوا سن التقاعد بسرعة نسبياً مؤخراََ. إن التركيز المستمر على إيجاد حلول مبتكرة لتحسين نوعية حياتنا أثناء انتقالنا نحو مراحل عمرانية أعلى سيضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لكل فرد ضمن مجتمع عالمي متصل بشبكته الرقميه الواسعه .