- صاحب المنشور: ساجدة الفهري
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد الشباب في العصر الرقمي الحالي على الأجهزة الإلكترونية والوسائل الرقمية، يبرز تساؤل مهم حول التأثيرات المحتملة لهذه التقنية الحديثة على صحتهم النفسية. إن الاستخدام المكثف للتواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى العديد من التداعيات الإيجابية والسلبية سواء فيما يتعلق بتطوير المهارات الاجتماعية أو زيادة مستويات القلق والإجهاد. سنستكشف هنا الجوانب المختلفة لهذا الموضوع، بدءاً بالأثر الإيجابي لتطبيقات التوصيل الفوري والتفاعلات الافتراضية حتى المخاطر المرتبطة بالتعرض الزائد للشاشات كعزلة اجتماعية وكآبة وعوامل أخرى ذات صلة.
الآثار الإيجابية للتقنية على الصحة النفسية للمراهقين
- التفاعل الاجتماعي الموسّع: توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا هائلة لإنشاء شبكات علاقات جديدة حتى وإن كانت بعيدة جغرافيًا. يمكن للأطفال والمراهقين الذين يعيشون في مناطق نائية أو لديهم قيود حركية بسبب ظروف صحية معينة الوصول إلى مجموعات متنوعة ومشاركة اهتمامات مشتركة وتبادل الأفكار حول المواضيع المثيرة للاهتمام مما يساعد على تحسين صورتهم الذاتية وتعزيز احترامهم لأنفسهم وثقتهم بأنفسهم. كما أنها تسمح لهم بمواجهة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بأشخاص خارج دائرة أصدقائهم المقربين وبالتالي فهم أفضل لمختلف التجارب الإنسانية التي تساعد علي تطوير التعاطف وزيادة القدرة على التعامل مع الآخرين بصورة أكثر فعالية.
- **الدعم النفسي المتاح*: تعتبر منصات الدردشة وفنار المساعدة النفسية عبر الانترنت مصدرًا حيويًا للحصول علي نصائح واستشارات هامة بشأن مشكلات تتعلق بالتكيف الأكاديمي والعلائقي بالإضافة إلي تعليم مهارات حل المشاكل واتخاذ القرار بغض النظر عن موقع المستخدم وأسرته وخلفيه الثقافية والفكرية؛ حيث تقدم هذه البرامج جلسات علاج فردية وجماعية مبسطة للتركيز علي الحالات الصحية الشائعة لدى فئة الطفولة والمراهقة مثل اضطراب القلق العام واضطرابات النوم واضطرابات الشهية وغيرها الكثير والتي غالبًا ماتكون محرجة بالنسبة لأصحابها عندما يتم البحث عنها مباشرة بطرق تقليدية غير الكترونية .وفي بعض الدول المتقدمة يوجد تصنيف رسمي لنوع الخدمات المجانية المقدمة ضمن تلك الشبكات المصممة خصيصًا لاستهداف مختلف المستويات العمرية وفق احتياجات كل مرحلة عمرية خاصة منها فترة المراهقة بحكم حساسيتها وسط تغيرات هرمونية واجتماعية متلاحقة خلالها.
مخاطر استخدام تكنولوجيات الاتصال المتعددة :
أ-العزلة الاجتماعية: هناك خطر حقيقي يكمن خلف جلوس المراهق لساعات طويلة أمام الهاتف المحمول او جهاز الكمبيوتر الخاص به وهو الخلو والانقطاع المؤقت لعلاقاته الشخصية الحقيقة والذي قد ينتج عنه عزلة نفسية عميقة إذا تفاقمت الحالة لفترة طويلة ؛ الأمر الذي يؤثر بالسلب علي الانتماء الأسري ويفتت العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد خصوصا حين يشغل الوقت الحر بألعاب الفيديو وقضاء معظم ساعات اليوم داخل الغرفة مغموراً بسواده وشاشته الساطعة بينما يغفل عامل التنزه والاسترخاء المنتظم تحت أشعة الشمس وإقامة نشاط رياضي منتظمه وزيارة الأقارب والجيران بنمط حياة أقرب للتقاليد القديمة قبل ظهور رقمنة الحياة المعاصره بشكلاً كامل .كما أنه أقل تشوقاً نحو مشاركه وطنه الطبيعي ورؤية ثراء البيئات المختلفه لما فيه خيرالصحة العامة والنفسيه لكل عضو فيه من البشر .بذلك تكون حياتنا مقتصرة علی غرفة صغيرة